الخميس , 9 مايو 2024

داليا جمال تكتب: تشرب شاي بالياسمين ؟

= 1649

Dalia Gamal


حقا لست أدري….

كيف أصابتنا حمي الجدل من أمامنا ومن خلفنا للحد الذي دفع الكاتب الصحفي الكويتي أحمد الجار الله رئيس تحرير جريدة السياسة الكويتية للقول أن الإعلام المصري يضلل الشعب ويشوه البلد؟

الإجابة كانت في كلمة واحدة التقطتها من العبقري عادل إمام في فيلم مرجان أحمد مرجان لخصت كيف وصلنا لهذه الدرجة من الإنحدار الإعلامي والخيبة التقيلة التي طالت حال الإعلام وبعض رجاله وسيداته في مصر.

وراء خيبتنا الإعلامية الثقيلة يكمن في الشاي بالياسمين!!

حال الاعلام مايل.. أما نجومه فقد احترق نجمهم،ولم يبق  منهم الا ضوء كاذب في طريقة للتواري!! وأغلب الاعلاميين الذين يشكو منهم القاصي والداني  هم في الأصل من أبناء بلاط صاحبة الجلالة? ..وتحديدا من الصحف القوميةالتي سقطت سهوا من عباءة رعاية واهتمام الدولة..فأصبحت أجور الصحفيين لا تكفي لشراء العيش حاف لأصحاب الأقلام?!!

وقد تغافلت الدولة وتناست في خضم اهتمامها بفئات أخري أن سلاح الإعلام أشد فتكا وتدميرا في حياة الشعوب إذا أسئ استخدامه !! وقد يتحول لقنبلة موقوتة تهدد الدولة التي تغافلت عنه بالإنفجار في أي لحظة . وهي الحالة التي نعيشها وتعاني منها الدولة اليوم والتي التقطها القناصة من فئة التجار الشاطرين ورجال الأعمال ، فكانوا أكثر ذكاء وألمعية من الدولة بعد أن فطنوا لخطورة وسطوة سلاح الإعلام فقرروا تسخيره لتحقيق مصالحهم التي عجزت عن تحقيقها أموالهم الطائلة بمفردها وخارت قوي نفوذهم عن بلوغها!!

الشاي بالياسمين فتح المجال لرجال أعمال معروفين لشراء قنوات فضائية ومعها ذمم وأقلام وهامات صحفيه وإعلامية …بعضهم كان كبيرا فتقزم!! وبعضهم كان نكره فتعملق !!

والشاي بالياسمين فتح عيون أبناء صاحبة الجلاله علي ملايين الفضائيات !! فباعوا الدولة التي سبقت هي ببيعهم ..وباعوا قضية ورسالة الصحافة والاعلام الحقيقية لمن يدفع أكثر ويفتح بأمواله بيوتهم.

فتلاعبوا بالألفاظ..وفتحوا الملفات المغلقة ،وهددوا وتوعدوا..وانقضوا ينتقمون من الدولة التي طالما تجاهلتهم وأسرفت في ظلمهم ماديا ومعنويا.

الدولة التي تجاهلت أي معايير لاختيار الشباب للعمل الصحفي والطرق التي يسلكها من يمتلك رشاقة الكلمة وحرفية الكتابة وانتصرت للواسطة والمحسوبية !!

بل وتركت الصدفة في كثير من الأحيان لتلعب دور البطولة في اختيار من يعمل بالصحافة، فأصبح رضاء رئيس تحرير عن سكرتيره الخاص أوسكرتيرته، باب الدخول لبلاط صاحبة الجلالة وخلق من معدومي المواهب صحفيين يمارسون المهنة!!

ولم يعد من المستغرب في المؤسسات الحكومية أن يتحول الساعي والإداري..والموظف إلى صحفي …ثم إعلامي يصول ويجول في الفضائيات يحصد الملايين مقابل الأداء الهزيل..والهزلي الذي يثير استياء الشعب قبل الحكومة والمسئولين !! حتي ضيعنا الإعلام وألقي بنا في غيا بة الجب…فأصبحنا أضحوكة بين الأمم..!!

ولذلك أقول للي زعلان .. أن هذا الأداء الاعلامي .. وهذه الخيبة التقيلة التي بلغنا قمتها. هي حصاد الإهمال الحكومي للإعلام الجاد الهادف . ونتاج صمتها عن انتشار الشاي بالياسمين في هيئة قنوات وصحف خاصة منحت من لا يملك ..مالا يستحق..فلا تلومون إلا انفسكم.

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: وداع يليق بإنسان جميل

عدد المشاهدات = 3269 صدق المبدع مرسى جميل عزيز عندما قال : على طول الحياة.. …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.