الأربعاء , 8 مايو 2024

داليا جمال تكتب: “اﻹرهابى الأخضر” يضرب قلب الوطن!

= 1399

Dalia Gamal


كاذب من يدعى أن مصر تعانى من أزمة دولار !! وواهم من يظن أن هذه الأزمة وليدة الصدفة او محض حظ عثر..أو بفعل سحر سفلى سخط الجنيه فحوله الى قزم أمام الدولار الذى أضحى ماردا عملاقا تتضاءل أمامه قدرات سحرة الاقتصاد وأباطرة البنوك..!!

والمتابع لوضع الدولار فى مصر يمكنه أن يرصد بسهولة سيناريو يتكرر للمرة الرابعة يفسر ما يحدث ببساطة دون حاجه لضرب الودع أو اللجوء للعرافين !!

فالبنك المركزى فى تصرف غير مفهوم أو مبرر اعتاد طرح عطاءات (إستثنائية) لبيع مئات الملايين من الدولارات بالسعر الرسمى الذى يقل عن سعر السوق السوداء بما يقارب ال 3جنيهات !!

دون أن نعلم أين ذهبت هذه الدولارات ولا من اشتراها !!

وبعد تفريط البنك في مليار او اتنين مليار دولار بطرحها بالسعر الرسمى (بعطاءاته الإستثنائية) !

يتحقق لسعداء الحظ ممن اشتروها أرباحا خياليه تتجاوز مليارات الجنيهات بفعل فارق السعر بين ما قاموا بشرائه وما يباع بالسوق الموازية !! بينما يخسر البنك المركزى هذا الفارق الرهيب !!

و بعدها بأيام يقوم البنك المركزى بإعلان رفع سعر بيع الدولارالذى سبق وأن قام هو بنفسه ببيع المليارات منه بالرخيص متسببا لنفسه فى خسائر ضخمة تكبدها بمحض إرادته !!

ومؤخرا يتكرر السيناريو من جديد بخبر تحمله الصحف المصرية يؤكد استعداد البنك المركزي للقيام بطرح عطاء ( استثنائي ) (كالعادة ) لبيع كام مليون دولار ( كالعادة أيضا ) بسعر 8.83قرشا !!

تخصص هذه المرة لشراء سلع رمضان !!

رغم تصريح رئيس شعبة الصرافة منذ أيام أن سلع رمضان قد تم استيرادها بالفعل ومتواجدة فى مخازن التجار منذ أسابيع !!

بل ان التساؤل يكون فى محله عندما أتساءل: "سلع رمضان إيه اللى هنستوردها حاليا وعملية الاستيراد تستغرق شهورا حتى وصول السلع !! واذا كان هناك من يتعلل بأن هذه العطاءات تتم من أجل تدبير الدولار للمستوردين لشراء البضائع فالرد عليه بأن الجميع يعلم بأن التجار والمستوردين يقومون بتسعير سلعهم على أساس سعر الدولار فى السوق السوداء..لأن "الحدايه ما بترميش كتاكيت"..ولا عزاء للمستهلكين !!

مما يعنى أن من سيقوم بشراء هذه الملايين من الدولارات بالسعر الرسمى سيحصد أرباحا تصل الى مليارات الجنيهات بعد أن وصل سعر الدولار الى 11.50جنيها بالتمام والكمال فى السوق السوداء !!

وقد تسبب هذا السيناريو المتكرر فى فتح أبواب الشائعات لحد اتهام الحكومة بتعمد خفض سعر الجنيه لتحسين الوضع الإئتمانى أمام جهات التقييم الإقتصادية حتى تتمكن من الحصول على قروض دولية !!

وشائعات تقول بأن هناك جهات كبرى تتلاعب بسعر الدولار لتحصد فرق السعر الرهيب بين الدولار الرسمى ودولار السوق السوداء .

وعندما يصل الأمر إلى هذا الحد تصبح القضية قضية أمن قومى من الدرجة الأولى..

تتطلب تدخل القيادة السياسية بنفسها لتولى هذا الملف الخطير للسيطرة عليه..بعد أن أصبح الإرهابى الأخضر( الدولار ) أكثر خطورة من إرهاب السلاح وأعداء الوطن..فإذا كان الإرهاب الأسود يضرب أفرادا..فإن الإرهاب الأخضر يضرب قلب الوطن.

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: وداع يليق بإنسان جميل

عدد المشاهدات = 1548 صدق المبدع مرسى جميل عزيز عندما قال : على طول الحياة.. …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.