الأحد , 28 أبريل 2024

داليا جمال تكتب: الطب.. لا يعرف الكوسة!

= 4481

رغم الصدمة من رسوب أعداد كبيرة من طلاب الفرقة الأولى فى كليات طب جنوب الوادى وقنا وأسيوط وسوهاج، والتى أكد عمداؤها أنها نتيجة غير مسبوقة ولم تحدث من قبل!!

ورغم حالة الغضب التى اجتاحت الأوساط الجامعية نتيجة الوصول لهذا المستوى الضعيف جدا فى المستوى التعليمى لطلاب كليات الطب، المفترض فيهم التفوق والعبقرية التى دللت عليها مجاميعهم فى الثانوية العامة والتى لا تقل عن ٩٨ ٪ للالتحاق بهذه الكليات.

إلا أننى لم أندهش من هذه النتيجة مطلقا، وذلك بعد فضيحة انتشار حالات الغش والنتائج المحسومة لصالح أبناء عائلات الأكابر فى صعيد مصر، وهو ما كشفته الصحف ووسائل التواصل الاجتماعى سابقا، الأمر الذى دعا النائبة البرلمانية سميرة النجار عضو لجنة القيم فى البرلمان، للمطالبة بتشكيل لجنة من كبار أساتذة طب قصر العينى للتحقيق فى الواقعة، وإجراء اختبارات للطلاب الناجحين والراسبين لتحديد مستواهم.

فعندما يرسب ٧٢٠ طالبًا من إجمالى ١٢٠٧ طلاب فى السنة الأولى بطب أسيوط، ويرسب ٧٠٪ من طلاب الفرقة الأولى فى طب قنا، و١٤٦ طالبا من إجمالي ٥١٢ طالبا فى طب جنوب الوادى، و٢٢٩ طالبا فى الفرقة الأولى لطب سوهاج، يبقى بالتأكيد الحكايه فيها «إن» وهذه النتيجة دليل دامغ وبرهان قاطع على أن هؤلاء الطلاب لم ينجحوا بمجهودهم فى الثانوية العامة!

وأن لجان أولاد الأكابر فى محافظات الصعيد قد أساءت لسمعة كليات القمة بدخول أولادهم، ممن لا يستحقون شرف الانتماء لكليات الطب المصرية التى طالما سبق وتخرج فيها كبار أساتذة الطب فى العالم العربى، لأنه رغم نجاحهم فى اقتناص مقاعد كليات الطب بمجاميع حصلوا عليها بالغش والتزوير. إلا أن دراسة الطب الصعبة لا تعرف «الكوسة»، ولا تشفع فيها الواسطة، ولا تستطيع المحسوبية تخريج طبيب نابغة فى الطب.

ولهذا أرى إعادة النظر فى أسلوب امتحانات الثانوية العامة، الذى لم نحصد منه إلا مزيدا من حالات الغش الجماعي، وآدى النتيجة ظهرت، والميه كدبت الغطاس.. وأثبتت أن دراسة الطب لا تعترف بالكوسة ولا بلجان أولاد الأكابر.

—————–
* مدير تحرير أخبار اليوم.

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: فجوة بين الشباب ورجال الدين

عدد المشاهدات = 6815 منذ فترة طويلة وانا اشعر بوجود فجوة عميقة فى العلاقة بين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.