حياتي اليوم صحيفة إلكترونية يومية
أبت العاصفة الترابية التى هبت علينا الخميس قبل الماضى أن تمر علينا دون أن تحصد فى طريقها ارواحاً بريئة لاقت حتفها. وعشرات من المواطنين أصيبوا. بسبب تحطم وانهيار اللوحات الإعلانية على الطرق التى انهارات وتطايرت تحصد الرؤوس بلا رحمة.
وإن شئنا الدقة فإن الإعلانات واللافتات الإعلانية لا غبار عليها.. ولكن إهمال من نفذها عن عمد او غير عمد، هو المذنب والمسئول الفعلى عن القتلى والجرحى.
فالإعلان الذى سقط فوق كوبري أكتوبر يظهر بالعين المجردة أنه شيد على أعواد من الخوص وزوايا حديدية ضعيفة.. برغم ارتفاعه الشاهق الذى يبلغ اكثر من أربعة أدوار تقريبا، بحجمه العملاق .
وعلى الرغم من وجود عدة اعلانات تجاوره، أكبر منه واضخم حجما، إلا أنها لم تتأثر بالعاصفة، ببساطة لأنها مشيدة على أساسات حديدية قوية جدا.
وبذلك فإننا لسنا أمام حادث قد وقع قضاء وقدرا بفعل العاصفة الترابية، وانما نحن امام جريمة إهمال تكررت فى عدة أماكن، وسقط نتيجة لها العديد من الضحايا بالعاشر من رمضان، والسويس، وعلى عدد من الطرق السريعة.
ولذلك.. فإننى أطالب الجهات التى تمنح التراخيص لهذه الاعلانات مراجعة جميع الاعلانات المقامة كل فى نطاقه من حيث السلامة والمتانة وصلاحيتها لمقاومة التغيرات المناخية التى بشرونا بها وإزالة المخالف منها على الفور.
وإن كان هذا لا يغنى عن محاسبة ومحاكمة من تسببوا فى الحوادث السابقة.
واناشد القائمين على الجهاز القومى لتنظيم الإعلانات وكلهم قامات محترمة وممثلون لجهات قادرة على المحاسبة، التشديد على مواصفات المنتج الإعلانى بالطرق والكبارى .
فمن منا لا يقضى معظم وقته يجوب الطرق والكبارى . وكفى ما أريق من دماء الضحايا عليها لتوفير كام كيلو حديد فى المصنعية.
ربنا يرحم ضحايا الإعلانات. ولعل دما ئهم تكون صحوة لضمائر الغشاشين وجرس تنبيه للمسئولين .
——————————
* مدير تحرير أخبار اليوم.
