الجمعة , 3 مايو 2024

داليا جمال تكتب: الجنازة حارة والمصور… رخم!!

= 2813

طول عمر المصريين يولون للموت هيبته وقداسته منذ عهد الفراعنة وحتى أيام ستي وستك.. فوجود حالة وفاة في نفس الشارع معناها ممنوع فتح التليفزيون، أو إلغاء أو تأجيل الاحتفال بأي مناسبة سعيدة مراعاة لحاله الوفاة، سواء كان الميت قريبا أو جارا في البيت أو حتى في آخر الشارع..
وكانت السيارات تفسح طريقا للجنازة ولسيارة المتوفي، والمارة وأصحاب المحالّ يتوقفون في شبه حالة حداد ويدعون للمتوفي دون سابق معرفة حتى تغيب الجنازة عن عيون الناظرين.

وشتان بين ما تربينا عليه وما يحدث الآن وخاصة في جنازات المتوفين ممن يطلق عليهم المشاهير سواء من فنانين أو إعلاميين أو سياسيين.. يتجمع المصريون بالمئات وربما الآلاف لا للمشاركة في الدعاء للمتوفي وتشييعه وإنما لمشاهدة الحضور من المشاهير ومضايقتهم ومضايقة أهل المتوفي وأبنائه وذويه.

دون مراعاة لمشاعر أهل المتوفي ولايمكنونهم من مواراة جثمان ذويهم الثرى دون تصويرهم والهجوم عليهم لأخذ كلمات منهم في عز الجنازة والقبر مفتوح.. وهو ما دعي بعض الأهل إلى العصبية والتعدي أو الاحتكاك بالمصورين وشباب الصحفيين الذين يحرصون على أداء مهمتهم في تغطية الحدث المصحوب بصور انفراد لعشرات الصحف ومئات المواقع فينقلب الأمر لمهزلة وعصبيه تؤخذ على أصحاب الحداد وكأنه لايكفيهم ما هم فيه.

مع الأسف .. مواقع اليوم الصحفية والجرائد الالكترونية تخلو من أساتذة وشيوخ الصحافة الذين كانوا يحرصون على تعليم تلاميذهم من الصحفيين أين يقف ومتى يقترب وماذا يقول.. حتى أن المصدر كان هو من يتطلع للحديث للصحافة.. وليس العكس.. قليل من تقدير لحرمة الموت وكثير من الحرص على مشاعر أهل المتوفي.. وأكثر للحفاظ علي كرامتكم يا شباب الصحافة الالكترونية وتصوير الموبايلات.

والله يرحم الفنانة هياتم التي آثرت السلامة وطلبت من أهلها أن لا يعلنوا وفاتها إلا بعد إتمام جنازتها. الله يرحمها أراحت واستراحت.

————-
* مدير تحرير أخبار اليوم.

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: فجوة بين الشباب ورجال الدين

عدد المشاهدات = 11088 منذ فترة طويلة وانا اشعر بوجود فجوة عميقة فى العلاقة بين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.