الإثنين , 29 أبريل 2024

داليا جمال تكتب: إحنا جرالنا.. إيه؟

= 5636

شهد الأسبوع الماضى وقوع حادثتين بشعتين، بنفس أسلوب حادث فتاة المنصورة التى قتلها زميلها جهارًا نهارًا أمام الجامعة. إلا أن الأمور تطورت، فقام شاب بقتل زميلته داخل الحرم الجامعى أمام باقى زملائهما، أما الآخر فقتل فتاه وسط شارع بالقاهره أمام جميع المارة !!

وبغض النظر عن تفاصيل كل حادث إلا أنه يجمعهم جرأة وبشاعة فى تنفيذ عملية القتل، مع تعمد عنصر العلانية المطلقة، وتجاهل القاتل للجموع من حوله، وإغفال قيمة وحرمة مكان الجريمة، وكأننا أمام وحش كاسر، جل اهتمامه، هو قتل فريسته بأشد أنواع القتل قسوة وألمًا!!

واكثر ما يلفت الانتباه فى هذه النوعية من الحوادث، هو أن الدنيا انقلبت فى الحادث الأول الذى ذهبت ضحيته فتاة المنصورة، فتحركت الأجهزة الأمنية وتأهب القضاء وكان الحادث شغل وسائل التواصل شهورًا عديدة.

ولكن.. عندما تكرر الحادث للمرة الثانية، كانت ردود فعل الجميع أقل كثيراً! وفى الجريمة الثالثة والتى جاءت عقب الجريمة الثانية بيوم واحد، مر الأمر و كأن شيئًا لم يحدث! وكأن قتل الفتيات دون ذنب أو جريرة قد أصبح عقوبة أى بنت ترفض الزواج من شخص ما، أو أى شابه تتجرأ وتدلى بشهادتها فى تحقيق إدارى داخل جهة عملها، فيصبح جزاؤها أن تفقد حياتها بيد رجل فقد عقله!!

أن هذه النوعية الجديدة من الجرائم تحتاج الى دراسة دوافعها وما هى الظروف البيئية المتشابهة لمرتكبيها ولماذا وصلوا الى هذه الدرجة من الوحشية حتى ارتكاب هذه الجريمة البشعة.

إن إجراء هذه الدراسة مهم جدًا لتتجنب الفتيات أى علاقة يكون ثمنها حياتها وحتى ينتقى الأهل بخبراتهم من يصون بناتهم. ويجب على مراكز الأبحاث الاجتماعية أن تعلن فى تقاريرها ما الذى أوصل شبابنا لهذه التصرفات المجنونة، التى حتمًا ستنحرف فى اتجاهاتها نحو أشخاص آخرين بدلًا من البنات الرقيقات اللاتى اخذن غدرًا.. ويكفينا شعورًا بالخجل أن يكون تقبل مثل هذه الجرائم العنيفة فى مجتمعنا هو العادي، وأن تمر هذه الجرائم مرور الكرام!!
بينما فى أوروبا والدول المتقدمة بيدرسوا كل حادث سيارة أو طائرة جيدًا ولا يهدا لهم بال قبل أن يعرفوا سبب الحادث. وهمهم الأول ليس عقاب المخطئ أو صرف تعويضات للمتضرر وإنما الهدف هو تجنب تكرار الحادث ومنع أسبابه.

—————————
* مدير تحرير أخبار اليوم.

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: فجوة بين الشباب ورجال الدين

عدد المشاهدات = 7487 منذ فترة طويلة وانا اشعر بوجود فجوة عميقة فى العلاقة بين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.