الإثنين , 6 مايو 2024

داليا جمال تتساءل: اشــمعني ده؟

= 4384


 في بلدنا…يحتاج الطبيب للدراسة  لمدة 7 سنوات ليصبح ممارسا عاما فقط ! ثم يحتاج لسنوات دراسة إضافية للحصول علي الماجستير ثم الدكتوراه ليشخص الأمراض ويعالجها بدقه!

كذلك يتدرج القاضي في المناصب القضائيه ليكتسب خبرة تؤهله لإصدار أحكام عادله لا تظلم أحدا، وحتي الزواج لا يمكن أن يعقده  إلا مأذون حاصل علي ترخيص من وزارة العدل،  أما مناصب الدوله الهامه كالوزراء والمحافظين فقد أصبحت وحدها الوظائف التي  يمكن أن يتولاها كل من هب ودب!!  

لا تشترط الخبره ولا سابقة أعمال ولا سيرة ذاتية موثقة تؤهل من يتولاها لإعتلاء المنصب المرشح إليه!! وإن كانت الدلائل تؤكد ضرورة توافر شرط وحيد..أكيد..وفريد من نوعه!! وهو أن يتوافر في المرشح معرفته وعلاقته الجيدة بمن رشحه!!

فماهي علاقة طبيب أطفال بوزارة التربية والتعليم في مصر!! وما هي علاقة طبيب قلب بالتنمية الإدارية وهو رجل أمضي حياته في كتابة الروشتات للمرضي! كذلك ماهي علاقة وزارة السياحة بوزارة الصناعه ليتولي رجل واحد الوزارتين تباعا وهو بعيد كل البعد عن المجالين!!

وما هي علاقة رئيس جامعة أمضي حياته في المدرجات وبين الطلبة بتولي منصب المحافظ ، ليصدر تراخيص للمحلات والأكشاك ويصبح مسئولا عن إزالة القمامة من الشوارع !!

ولعلنا لم ننس  أن اختيار رجال الأعمال في مناصب وزارية كان خطا فادحا ، أطاح بحكومات سابقة، بعد أن رأينا منهم من فشل! ومن استغل منصبه لصالح شركاته! ومن قدم التسهيلات لأصحاب الحظوة، ومن تبادل المصالح مع زملائه من رجال الأعمال، ونتيجة لعدم وجود  سبب مقنع  لاختيار  أي منهم لمنصبه ، فقد انهارت  أحوال وزارات ومحافظات ،ومؤسسات هامة في الدولة جراء سوء اختيار هؤلاء المسئولين،  وتحملنا جميعا دفع فاتورة هذا الفشل.

واليوم ونحن علي أعتاب مرحلة تغيير وزاري وشيك وحركة جديدة للمحافظين ، أصبح لزاما علينا إذا كنا نريد تحقيق أهداف الرئيس  لنشهد إنطلاقة جديدة لمصر خلال عامين ،أن نتلافي الأخطاء الرهيبه في معايير الإختيار ،بعدم الوقوع في نفس أخطاءنا المتكرره ،حتي لا نصل لنفس النتائج السيئة، وكي لا نستمر في الدوران في حلقة مفرغة  من التخبط والفشل الإداري،وعلينا التوقف عن إستخدام هذه المناصب كنوع من أنواع التكريم لبعض كبار الموظفين أو القضاة أو رجال الشرطة بعد إحالتهم للتقاعد!!

وأن يتم إختيار القيادة من دولاب العمل ، بمعيار الكفاءة والخبرة من نفس الوزارة أو المحافظة، لأنه ببساطة سيكون الأكثر قدره ودرايه بمشكلات المكان  وحلولها ،ولن يحتاج لفترة للتعارف علي العاملين فيه. كما أنه لن يتعرض لمحاولات التضليل وإبقاء الأوضاع علي ماهي عليه  من قبل الموظفين المخضرمين والقدامي في المكان.وهو الأمر الذي اعتدنا عليه في جميع المواقع التي أسندت لشخصيات لم يسبق لها معرفة خضائص الموقع الذي تولته، فكانت النتيجه ،وزراء بلا قرارات !! أو وزراء بقرارات كارثية!!  ومحافظون لا يخرجون من مكاتبهم ويعتزلون المواطنين !! ومحافظات تضج بالشكوي وغضب لا ينتهي من رجل الشارع !!

لذا فنحن نأمل من السادة القائمين علي ترشيح الشخصيات القياديه في المناصب الهامة للدولة، أن يحسنوا الإختيار،حتي لا نضطر إلي أن نسأل أنفسنا بدهشه بعد إعلان أسماء السادة الوزراء والمحافظين سؤالا لا يجيب عليه أحد….( هم إختاروهم علي أي أساس ) !!

——————-
للتواصل مع الكاتبة:
daliagamal2020@yahoo.com

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: فجوة بين الشباب ورجال الدين

عدد المشاهدات = 13278 منذ فترة طويلة وانا اشعر بوجود فجوة عميقة فى العلاقة بين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.