تمكن الاعلام المصري بالأمس، وتحديدا قناتي النهار ودريم من تأكيد أن الفن يعكس واقعنا المجتمعي بل يستبق احداثه في كثير من الأوقات…
فالمشهد الذي رأيناه بالأمس باستضافة اثنين ممن تقدموا بأوراقهم للترشح النيابي وجمع بين سياسي سابق اتهم بعدد من قضايا الفساد وبين راقصة قررت خوض الحياة السياسية سعياً نحو مجتمع صالح، يذكرني بالمشهد الذي جمع بين النجمة نبيله عبيد والفنان الراحل صلاح قابيل في فيلم "الراقصة والسياسي"..
حين وجدت الراقصة نفسها بمفردها يتبرأ منها مجتمعها الذي تعيش فيه عندما سقطت مريضة، قررت أن تَخَلَّق لنفسها مجتمعاً صالحاً من اطفال الشوارع واليتامى الذين هم بأمس الحاجة لمن يحتضنهم ويوجههم، وهي نفس حاجتها التي ستصل اليها عندما تتوقف عن هز وسطها، فقررت انشاء دار رعاية لهم ولها عندما تقرر الاعتزال وتصل من العمر أرذله…
لكن ضاقت بها السبل في مجتمع رفض عليها فكرة امتلاكها بيئة نظيفه تعيش وتتعايش معها، وكأنها شيطان رجيم ليس من حقه الحياة..وعندما لجأت للسياسي المحترم الذي شعرت بأنه الوحيد الذي يمكنه مساعدتها، رفض مجتمعه أيضاً الفكرة خشية أن يطال سمعته سوء من علاقته بها وتقديمه لِيَد العون..
وكان القرار بالتهرب الدائم منها..إلى أن تمكنت بالحيلة ومكر العوالم كما يسمونه من مقابلته في طريق صحراوي مفتوح لتقدم نبيلة عبيد وصلاح قابيل "ماستر سين" الفيلم وتقول له: "احنا طريقنا مفتوح من الناحيتين كدا رايح وكده جاي..احنا الاتنين بنرقص بس كل واحد بطريقته.. انا بهز وسطي وببسط الجمهور.. وانت بترقص بلسانك بس اول ما بيشوفك بيقفلو التلفزيون"..
وهذا ما حدث بالأمس، فعندما تبحث بين أصدقائك عن أي مقابلة تليفزيونية كانت أمتع.. أحمد عز أو سما المصري.. تجد الكثيرين منهم يقولون فورا بأن سما المصري هي من كسبت الرهان.. فالجميع دفعه الفضول ليشاهد ما الذي تبحث عنه هذه الراقصة المثيرة للجدل من وراء التقدم بأوراقها للترشح لمجلس الشعب..
وتمكنت الراقصة بالفعل من التغلب على السياسي والمجتمع الذي رفضها في النهاية.. وهو ما حدث أيضا في الفيلم عندما اكتشف السياسي بأن كل من أعلن رفضه للراقصة من حوله ما هو إلا كاذب كبير بامتلاكه التفاحة الكريستال التي كانت تعطيها لأي رجل طمع بها فقرر مساعدتها ومواجهة نفسه بفساد مجتمعه وبحقيقة أن الراقصة والسياسي كل منهما يرقص بطريقته.