الجمعة , 3 مايو 2024

خلود أبو المجد تكتب: الأمهات مودرن والتعليم سبوبة!

= 1618

Kholod Abulmagd 2
تحيا الأمة العربية… تحيا الأمة العربية…تحيا الأمة العربية هكذا ختم رئيس جمهورية مصر العربية كلمته في افتتاح مؤتمر القمة العربية في دورتها السادسة والعشرون، وهكذا اعتدنا في طابور الصباح تحية العلم وتحية الأمة العربية كل يوم في مدارسنا التي تضج بعدد كبير من الجنسيات العربية في بلاد الغربة، فلا فرق بيننا جميعا، فكلنا طلاب للعلم، كلنا أبناء للأمة العربية.

إثنى عشر عاما ونحن نحيي العلم ونحيي الأمة العربية، حتى نصل لمرحلة الدراسة الجامعية فيعود كل طير صغير لبلاده ليكمل تعليمه الجامعي، ولا يعود هناك تحية للعلم ولا حتى للأمة العربية، ونتساءل هل كنا بالفعل نعي معنى هذه التحية أم كانت مجرد شعار ننتهي منه لنبدأ فصولنا وهمومنا الدراسية؟

 بمتابعة الأحداث التطورات وتلك الجماعات والمنظمات الإرهابية التي تطفو على السطح، نجد أن من يقودوا تلك الجماعات أغلبهم من الشباب الذي نال معظمهم قدر من التعليم المدرسي والجامعي المتميز، فلماذا إذن لا يدركون معنى هذه التحية وما الذي يدفعهم للانحراف نحو هذا الاتجاه المتشدد الذي يسلكوه فجأة؟

إن كنا نريد حل المشكلة الكبيرة التي نتعرض إليها اليوم فيجب البحث عن الأساس فيها، فالخلل دائما ينشأ من المنبع لينتهي في المصب، وليس العكس. لنبدأ بمراقبة المنظومة التعليمية التي تعاني من خلل كبير منذ سنوات طويلة، منذ تحول التعليم إلى (سبوبة) ومصدر دخل للمدرس ومن قبله المدرسة الملتحق بها أبناؤنا الذين فقدنا عليهم السيطرة لسببين أولهما التطور التكنولوجي السريع وثانيها التمدن المزيف الذي جعل من الأمهات المودرن يتركن أبناءهن بصحبة الخادمة الفليبينة التي تختلف بيئتها وثقافتها عن بيئة مجتمعنا العربي كليا، حتى وإن كانت تدين بالإسلام، فالمفاهيم والقيم تختلف تماما في بلادنهم عما يتواجد لدينا في أوطاننا العربية.

فأغلب أولياء الأمور أصبحت لديهم تلك النعرة بضرورة تعليم أولادهم في المدارس التي تتحدث باللغات الأجنبية المختلفة سواء كانت الإنجليزية أو الفرنسية أو الألمانية، ويهربون المدارس الناطقة بالعربية، والتي أصبحت المنفذ الأول للتعليم عند ( الغلابة) من أبناء الشعب والفقراء، فلا نفخر بكوننا عرب وأصبح شعار ( العرب جرب) هو المتسيد للصورة، ومن يتحدث اللغات هو من علية القوم والمؤهل دائما لنيل المناصب عند التحاقه بأي عمل وضع شرطه الأساسي التحدث بعدد لا بأس به من اللغات الأجنبية والقدرة على اللحاق التكنولوجي بكل الأجهزة التي أصبحنا أسرى لها.

فغابت بالتالي تحية العلم من المدارس وغابت تحية الأمة العربية من طابور الصباح الذي لا يحضره في الأغلب تلاميذ المدارس، لأنهم في أغلب الوقت يتغيبون عن مدارسهم معتمدين على الدروس الخصوصية التي يذهبون إليها، فأصبح كل ولي أمر يمتلك مدرسة في منزله، يدفع لها شهريا مبالغ كبيرة لضمان حصول أبنائه على العلم، الذي عادة ما يقدم لهم بمتابعة كاملة من الخادمة الفلبينية لانشغال الأم بصديقاتها على صفحات التواصل الاجتماعي، أو لتواجدها الدائم في مراكز التجميل للعناية بأظافرها وجمال بشرتها، اللذان يشكلان أهمية كبيرة في حياتها، أكثر من أبنائها وفي بعض الأوقات من حياتها الزوجية أيضا.

من هنا نشأت الجماعات الإرهابية على يد مجموعة من أصحاب العقول والنفسيات المضطربة، والتي فقدت الاهتمام والرعاية في طفولتها، فلم تجد لنفسها مكانا ولا مكانة في مجتمعاتها، فحاولت لفت الأنظار بما صنعته لنفسها من هالة يظهر في واقعها قوة، لكنها في باطنها لا تحمل سوى الضعف، يظهر جليا عندما تسنح لأي منا الفرصة لمناقشة أي منهم، أو من تلك الأفلام المصورة التي ينشروها.

ويكمن الحل لمن يتشدق من لابسي ( الحظاظات) من ( النوشتاء) بالسؤال حول كيفية التخلص من هذه الجماعات، ممن يبحثون وهم على مقاعدهم لعودة الأمه العربية بضرورة إعادة تأهيل الآباء والأمهات وتعليمهم كيفية القيام بأدوارهم تجاه أبنائهم أولا، والبحث في إعادة هيبة التعليم ومراجعة المنظومة التعليمية، وقبل كل شيء إعادة طابور الصباح وتحية العلم والأمة العربية، حتى يفخر طلابنا بعروبتهم فيختفي شعار ( العرب جرب).. ويتحول إلى:
تحيا الأمة العربية
تحيا الأمة العربية
تحيا الأمة العربية
————-

* صحفية مصرية مقيمة بالكويت

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: فجوة بين الشباب ورجال الدين

عدد المشاهدات = 10817 منذ فترة طويلة وانا اشعر بوجود فجوة عميقة فى العلاقة بين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.