الأحد , 5 مايو 2024

حسين المعمري يكتب: لماذا يهربون من هذه المهنة ؟

= 1899

——

العمل كمدرس في مؤسسات التعليم العام أو أكاديمي في مؤسسات التعليم العالي شرف ورسالة عظيمة بالرغم من كل التحديات!  ولكن..للأسف الشديد نجد الكثير من المنتسبين لهذه المؤسسات، ومن واقع تجربة شخصية في الجهتين، لديهم درجة من التذمر والإحباط، ولا يرغبون في ممارسة وظيفتهم الحقيقية وهي “التدريس”، وخاصة بعد الحصول على مؤهل علمي أعلى من المؤهل الذي تم تعيينهم به في بداية الإلتحاق بالخدمة!

في الواقع أن طبيعة ومقتضيات العمل في المجال التربوي أو الأكاديمي تجعل هناك محدودية أو صعوبة في التدرج الوظيفي، وبالتالي تجد أن الموظف في هذه الجهات يظل بنفس المسمى الوظيفي لسنوات يمارس نفس المهنة وهي التدريس، مما قد يسبب التذمر والضجر لدى البعض.

والغريب في الأمر أن هناك فئة تسعى للحصول على مؤهل تربوي أو أكاديمي لنيل الألقاب من باب التفاخر بلقب مثل محاضر أو أكاديمي، وما قد يرافق هذه المسميات من درجات مالية في بعض الجهات، ولكن في المقابل تجدهم لا يريدون القيام بممارسة المهام والأعباء التدريسية التي تقتضيها وظيفة المدرس أو المحاضر بعد الحصول على اللقب!

عموما لابد أن يضع حامل المؤهل التربوي والأكاديمي أن الهدف الأسمى والدور الأساسي من وظيفته هو تقديم المادة العلمية لطلابه وليس السعي لنيل المناصب والألقاب أو التحول لوظائف إدارية بعيدة عن التخصص، فهذه المؤهلات تقتضي من صاحبها أن يمارس مهنة التدريس وليس القيام بعمل مكتبي أو انجاز معاملات للمراجعين!

لا شك أن الأغلبية تطمح أن تكون في وظيفة إدارية مرموقة أو منصب قيادي، وهو حق مشروع، لكن أن يكون هذا الأمر غاية وبأي وسيلة فهنا تكمن المشكلة، وما يجعل الأمر أكثر سوءاً ويرفع من معدل السخط والإحباط والتذمر لدى هؤلاء المدرسين أو المحاضرين عندما تلمس وتستشعر الفئة المجتهدة منهم أن من يصل للمناصب العليا هم أصحاب التملق والإنبطاحية والعلاقات وليس أصحاب الخبرة والكفاءة الحقيقية!

على الجانب الآخر، وبالرغم من تحديات مهنة التدريس وما يرافقها من أعباء تجد أيضا أن هناك تأخر في الترقيات وقلة أو ندرة ان صح التعبير من حيث الإمتيازات اذا ما قورنت بوظائف أخرى أقل أهمية، وهذا أيضا سبب آخر لعزوف وإحباط البعض ورغبتهم في الهروب من ممارسة مهنة التدريس!

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: فجوة بين الشباب ورجال الدين

عدد المشاهدات = 12644 منذ فترة طويلة وانا اشعر بوجود فجوة عميقة فى العلاقة بين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.