الخميس , 9 مايو 2024

حسام أبو العلا يكتب: هل تعرفون..محمد أيمن؟

= 1688

Hosam Abulela


محمد أيمن .. هل سمع أحد منكم بهذا الاسم ؟ .. ليس سياسيا يرتدي بدلة سموكن وكرافتة شيك وحذاء "لميع" ويتعطر بأغلى الروائح ليظهر في البرامج ويتفاخر بأمجاده المزعومة ويهاجم منافسيه من أجل مجد شخصي وليس لمصلحة الوطن .. وليس فنانا أو لاعب كرة القدم جمع الملايين من الجنيهات وتلهث خلفه كاميرات القنوات الفضائية .. وليس إعلاميا يزهو على الشاشة ببطولاته الزائفة ويرتدي ثوب الفضيلة بينما لو تأمل حقيقة أفعاله لخجل منها ..

محمد أيمن .. شاب مصري بسيط من محافظة دمياط مجند في القوات المسلحة مصنع الرجال والأبطال .. ضرب مثلا في البطولة والتضيحة واختار الشهادة ليفتدي زملائه .. لحظة كانت فارقة بين الحياة والموت .. لكنه اختار الرحيل بعزة وشرف ليصفعنا جميعا على وجوهنا ويعطينا درسا في العطاء والنبل .. لكي ندرك كم نحن صغار أمام تضيحة هذا البطل ..     

 بطل الصاعقة.. ضحى بنفسه لإنقاذ 8 من رفاق السلاح حيث أنقذ ضباطين و4 جنود وسائقين  من الموت قبل أن ينفجر بهم حزام ناسف كان يحمله أحد العناصر التكفيرية .. كان الإرهابي في وضع استعداد لتفجير الموقع بعد أن داهمته قوات الجيش بمنطقة زارع الخير بقرية المساعيد بمدينة العريش .. وكان البطل محمد أيمن فى مقدمة القوة العسكرية ، وبعدما شعر الإرهابي الموجود بالعشة باقتراب القوات ، بادر بتفجير نفسه بالحزام الناسف، فاحتضنه الجندى البطل، وجنب رفاقه من الموت عبر الموجة الانفجارية الضخمة، فتحول جسده إلى أشلاء.  

رحل ابن مصر البار بهدوء فلم يحلم يوما بجاه ولا سلطان .. كل أحلامه أن يعيش بأمان وسط أسرته البسيطة بقرية الإبراهيمية القبلية بمركز كفر سعد في محافظة دمياط .. وعندما جاء نداء الوطن كان سعيدا بارتداء ثوب العزة والكرامة فالتحق بالقوات المسلحة فى 20 أكتوبر 2014 وظل بشهادة زملائه نموذجا في البطولة والإصرار والتحدي حتى فاضت روحه الطاهرة إلى بارئها وتزفه الملائكة بإذن الله شهيدا ..

ربما رحل محمد أيمن بجسده لكنه ستظل ذكراه العطرة في قلوبنا وعقولنا .. ستظل تضحياته دليلا على أن هذه الأرض الطيبة لن تنضب أبدا من الأبطال الذين يضحون بحياتهم من أجل رفعتها ورقيها وأن تظل دوما أبية مرفوعة الهامة  ..

ارتوت أرض سيناء الغالية بدماء الآلاف من أبناء مصر على مدار التاريخ .. ولا يزال أبناء مصر الشرفاء من رجال الجيش والشرطة يسطرون ملاحم في البطولة والعطاء ويتساقط يوميا عدد منهم شهداء .. لكن فاتورة استئصال جذور الإرهاب مكلفة .. وبكل فداء وعطاء وتضحية يقدم أبطالنا نماذج مشرفة ستظل درر في جبين الوطن ..

وأعطى البطل محمد أيمن درسا للمزايدين على حب الوطن في العطاء الصامت النبيل بلا هدف، فلم تنتفخ جيوبه بدولارات مغموسة بالتآمر مثل من باعوا الوطن بدعوى أنهم نشطاء ورعاة حقوق الإنسان .. أو مثل من قفزوا من مركب الوطن في أول اختبار حقيقي للوطنية وعادوا إلى البلدان التي أرضعتهم الخيانة .. الشرفاء النبلاء يعطون بصدق وصمت ولا ينتظرون المقابل ..

شهيد الوطن من مواليد أول يناير 1995، وكان يفصله عن عيد ميلاده الحادى والعشرين 15 يوما فقط، وحاصل على دبلوم ثانوى صناعى قسم زخرفة ودمث الخلق ومحبوب من كافة زملائه وأفراد أسرته .. رحمه الله وأسكنه فسيح جناته .. " وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ."

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: وداع يليق بإنسان جميل

عدد المشاهدات = 2604 صدق المبدع مرسى جميل عزيز عندما قال : على طول الحياة.. …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.