الأحد , 5 مايو 2024

حسام أبو العلا يكتب: هل تعرفون عمرو البتانوني؟

= 1780

Hosam Abulela


في صمت ودون ضجيج إعلامي رحل البطل عمرو إبراهيم البتانوني أحد أهم أبطال تفجير ميناء إيلات العسكري، والذي اشترك في تدمير المدمرة "بيت شيفع" برفقة الرقيب علي أبوريشة ، كما فجر ورفيق رحلته ملازم أول رامي عبد العزيز المدمرة "بيت يام".. ورحل هذا البطل العظيم بعد رحلة مع المرض علما أنه نجا مئات المرات من الموت تحت قصف نيران العدو في أكثر من مناسبة.

البتانوني كان ضمن كتيبة من أبطال الصاعقة البحرية والقوات الخاصة والضفادع البشرية من وحوش البحار سيظلون نموذجًا وقدوة ومبعث فخر،  حيث تمكنوا من الدخول الي قلب إسرائيل ودمروا أهم القطع البحرية العسكرية التي كانت تسيطر علي خليج العقبة بعد هزيمة يونيو 1967 في وقت الاستنزاف تحول هؤلاء الشباب وأكبرهم برتبة نقيب أي في العشرينيات من عمرهم، إلي مضرب الأمثال في عودة المقاتل المصري بقوة إلي ساحة القتال التي حرم الجنود المصريين من خوضها في النكسة.

وللبطل "عمرو البتانونى" دور مهم في تدمير ميناء إيلات إذ كانت الولايات المتحدة أعطت لإسرائيل ناقلة مدرعات برمائية تحمل 7 مدرعات، منهم بيت شيفع وناقلة "بات يام" التي تحمل الكوماندز الإسرائيلي، وكانوا ينطلقون من خلالها لأي موقع عسكري مصري عبر السواحل الشرقية وساعدهم علي ذلك الغطاء الجوي لهم، وكانت أشهر عملية ضد مصر هي "الزعفرانة". والعملية الأولي سنة 1969 لإيلات دمرت سفينتي هيدروليما وداليا بالميناء التجاري لإيلات، ورفعت الروح المعنوية للقوات المسلحة، لأنها كانت داخل إسرائيل.

ويروي القبطان رامي عبد العزيز، في الساعة 12.20 مساء 6 فبراير 1970 عبرنا من ميناء العقبة، وتحت الشباك إلي ميناء ايلات، وهجم البطل "عمرو" ومعه الرقيب "علي أبو ريشة" على الناقلة "بيت شيفع" وكنت وقتها الملازم أول رامي عبد العزيز، وقمت بالهجوم منفردًا على "بات يم"، وقمنا بتلغيمهما وضبط توقيت الانفجار على ساعتين فقط بدلاً من أربع ساعات كما كانت الأوامر تنص، بناء على أن فرد القوات الخاصة، له أن يقوم بالتعديل في الخطة الموضوعة حسب مقتضيات الظروف..وأرادوا أن يطمئنوا علي نجاح العملية. وبالفعل فى تمام الساعة الثانية من صباح يوم 6 فبراير بدأت الانفجارات تدوي في إيلات وخرجت الدوريات الصهيونية للبحث عن منفذي الهجوم، لكن هيهات فقد وصل الجميع بنجاح إلى الشاطئ الأردني.

والبطل الفقيد من مواليد 25 فبراير 1943 ، متزوج وله من الأبناء ولد وبنت وعمل في استصلاح الأراضي وله مزرعة باسمه مزارع البتانوني بالنوبارية وشركة للتجارة، وشغل منصب نائب رئيس نادي سبورتنج بالإسكندرية.

وترك الحياة العسكرية كضابط بحري بلواء الوحدات الخاصة للقوات البحرية (الضفادع البشرية) عقب نصر أكتوبر وكان برتبة رائد، حيث قام الرئيس السادات بترقيته استثنائيًا تقديرًا لبطولاته الاستثنائية، وأصر علي الاستقالة أمام المشير محمد عبد الغني الجمسي وزير الدفاع وقتها، لرفضه معاهدة السلام.

ولد البطل الفقيد بالقاهرة وعاش بها لمدة عامين قبل أن ينتقل مع عائلته إلى الإسكندرية، كان مهتمًا بالرياضة منذ صغره ومارسها أثناء الدراسة، بداية من كرة السلة، حيث قام بتمثيل نادي سبورتنج حتى دوري الدرجة الأولى ثم انتقل إلى كرة اليد ومثل النادي أيضًا، ثم منتخب الاسكندرية.

التحق بكلية سان مارك وتخرج فيها عام 1962 ثم التحق بالكلية البحرية وتخرج فيها عام 1966، ومثل القوات البحرية في كرة اليد حتى هزيمة 67. كما التحق البطل بلواء القوات الخاصة وحصل على فرق صاعقة ومظلات وضفادع بشرية .
 

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: فجوة بين الشباب ورجال الدين

عدد المشاهدات = 11993 منذ فترة طويلة وانا اشعر بوجود فجوة عميقة فى العلاقة بين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.