السبت , 4 مايو 2024

حسام أبو العلا يكتب: “خيبة ووكسة”..!

= 1552

Hosam Abulela

 

لم أجد كلمة معبرة لأصف بها ما أشعر به من مرارة وحزن وخيبة أمل .. بعد رحلة شاقة جدا بدأت منذ عام 1993 عندما كنت طالبا في السنة الثالثة بكلية الآداب جامعة الزقازيق ..

اعترف بالندم لإصراري وتمسكي بأن اكون صحفيا منذ نعومة أظافري .. لم أجد مهنة تعاني من تشرذم وفرقة مثل الصحافة .. وهو ما يهدر حقوقنا .. وبينما يسارع الصحفيون والمصورن لتغطية موجات الغضب من فئات عدة بالمجتمع تتكاتف لانتزاع حقوق أو مزايا إضافية .. "والمضحك أنها تكون على سلالم نقابتهم" .. يلتفت الصحفيون حولهم في أول أزمة أو مشكلة فلا يجدون أحدا ..

فالرواد وشيوخ المهنة في صوامعهم يتجرعون حسرة بعدهم عن الأضواء وفقد بريق الشهرة والنجومية .. ويرفضون مد أياديهم لـ " شوية عيال" بحسب اعتقادهم ، ويتهامسون وهم يحتسون القهوة "خليهم يولعوا .. ويتعبوا زي ما تعبنا".. أما النقيب وأعضاء مجلسه الموقر فيتبارون في الظهور في وسائل الإعلام وإطلاق التصريحات الرنانة عن تكميم الأفواة وحرية الرأي وسعيهم الدؤوب لانتزاع هذه الحريات التي أجزم أنها حاليا لا تشغل بال عدد كبير من العاملين في الصحافة في ظل "خواء" جيوبهم بعد الأزمة الطاحنة التي تواجهها بعض المؤسسات الصحفية والتي تصاعدت لغلق صحف كان آخرها "التحرير ".

ويتوهم النقيب وأعضاء المجلس أنهم من خلال هذه التصريحات سوف يدغدغون مشاعر "الجماعة الصحفية" وهو مصطلح أجوف في المرحلة الراهنة ويفتقد معناه في ظل الفرقة الكبيرة بين أبناء المهنة الواحدة. فلماذا نصمت على مشاكلنا ولا نطرح حلولا من خلال لقاءات موسعة تسعى بالفعل إلى تحقيق خطوات جادة ، يتم بلورتها في شكل مطالب ونعرضها بقوة لانتزاع حقوقنا ؟ كيف نظل صامتين وعدد من المهن تحقق قفزات في الرواتب وتحسين الأوضاع؟  

أطالب أبناء جيلي وهم من الوسط بأن نتحد ويكون لنا وقفة جادة إزاء ما نعانيه من أزمات ومشاكل ، ودعونا من أشخاص مللنا من كلامهم المنمق ومصطلحاتهم العتيقة وأفكارهم الجامدة .. لن تنصلح أحوالنا إلا بأيادينا .. فلسنا أقل من القضاة ولا من موظفي الضرائب والكهرباء والبترول الذين يحصلون على مرتبات مجزية تكفل لهم حياة كريمة ..

لابد من "كادر" لكل من يمتهن الصحافة مثل المعلمين والأطباء وغيرهم ، لكي نغلق ملف بدل التدريب والتكنولوجيا الذي بات مثل "الحسنة" التي ننتظرها شهريا من الحكومة .. وما حدث أخيرا بتأخيره شهرين أثار بلبلة حول نية الدولة بإلغائه.

صدقوني .. لن يستمع لنا أي زميل في منصب قيادي في مؤسسة أو جهة إعلامية ينفخ جيوبه شهريا بآلاف الجنيهات ، ولن يشعر بنا زميل يستفيد من وجوده في هيئة أو مجلس أو أي كيان إعلامي مادام يجني من ورائه مكاسب .. الرهان يجب أن يكون على سواعدنا وعلى وحدتنا ولم شملنا وتوحيد مطالبنا .. كفانا فرقة وانقسام .. .. (ألا هل بلغت.. اللهم فاشهد)

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: فجوة بين الشباب ورجال الدين

عدد المشاهدات = 11609 منذ فترة طويلة وانا اشعر بوجود فجوة عميقة فى العلاقة بين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.