يكتبه/ عبد الناصر عبد العزيز
الفنان شهرة وبريق وتميز… الفن رسالة وحالة إبداع تقابلها الثروة والمال تستهوى الكثيرين ممتهنين او مشاهدين. والفنان فى سنوات تألقه هو النجم المطلوب المحبوب المرغوب تنهال عليه العروض فيقبل ويرفض بأريحية..
ولكن كل هذا يتحكم فيه عنصر الزمن!! الفنان مهما بلغ من الشهرة هو عبارة عن فترة حتما ستنتهى لتتعاقب الأجيال فالحياة ليست حكرا على احد فمثلا شاهد فيلما من جيل فريد شوقي وعماد حمدي ستكتشف ان كل نجومه تحت التراب… شاهد فيلما اخر من زمن نور الشريف ومحمود ياسين أيضا ستجد ان اكثر من نصف نجومه قد رحلوا….
العبرة هنا أن نهاية الفنان حتمية كباقى البشر ان لم تكن بالموت… فانها ستنتهى بزوال الشهرة وسحب بساط النجومية من تحت قدميه ليحل محله نجوما جدد لنفاذ السنة الكونية التي تجرى على البشر… الغريب في الأمر أن هناك من الفنانين القدامى من لاتمتزج خواطرهم ابدا بهذه الفكرة ولايتقبلها عقلهم بالظن الخاطئ منهم انهم سيظلون نجوما حتى الموت وهذا خطأ جلل يكلف صاحبه الكثير من الإهانة ونسف تاريخه الفني ان وجد….
فلا حاجه أبدا لنجمة كبيرة ان تعلن انها تتزوج بعد الثمانين! لتثبت لنا انها مازالت موجودة.. او نجم قديم يمثل دورا وهو يرتعش ضعفا وقد نالت منه أمراض الشيخوخة وآخر يتسلم جائزة تكريم على كرسى متحرك… او آخر تتصيده قناه مفتوحة في برنامج فاشل ليذكر أصدقاء الماضى من أبناء الكار بكل سوء….
ما أعظم الفنان الذي يغادر الميدان قبل أن يلفظه ويطرده.. ما أعظم المشهور عندما يحتجب اختيارا لا اضطرارا ليحترم نفسه وفنه وتاريخه لتبقى في الذاكرة صورته الشابة الجميلة.
شكرا لكل فنان يؤمن انه مرحلة من العمر وليس كل العمر.
(طاب مساؤكم)