السبت , 4 مايو 2024

جيهان السنباطي تكتب: فى مقهى النزهة!

= 1513

Gehan Sonbaty


شهد أحد الكافيهات فى شارع النزهة بمصر الجديدة واقعة قتل همجية راح ضحيتها شاب يدعى محمود بيومى على يد مالك الكافيه وطاقم العمل الخاص به، وذلك عقب إنتهاء مباراة مصر والكاميرون في نهائي بطولة كأس الأمم الإفريقية، لمجرد أنه إعترض على اسلوب التعامل مع رواد الكافيه، واغلاق الابواب لمحاسبتهم مالياً ووصفه لهذا الأمر بالبلطجــــة، قبل ان ينهالوا عليه بالضرب الذى أدى إلى مقتله فى الحال متأثراً بجراحه أمام خطيبته وأصدقائه وعلى مسمع ومرئى من الجميع ودون ان يتدخل اى منهم للدفاع عنه وانقاذه من براثن بلطجية الكافيه.

تساؤلات عدة تلوح فى الاذهان عقب هذا الحادث المروع اللاانسانى ..أين الرقابة على الكافيهات التى إنتشرت فى كل مكان فى مصر ولم تترك مساحة خالية للمشاه؟ ولماذا انتشرت تلك الكافيهات بهذه الصورة ؟ وأين قانون البلطجة ؟ وأكثر سؤال يحيرنى ..أين الرجولة والشجاعة والنخوة ؟ ولماذا لم يبادر أحد من الحضور فى الدفاع عن هذا الشاب واكتفائهم بمتابعة مايحدث عن بعد دون تدخل!؟ 

لو تجولنا فى شوارع مصر سنرى ان الكافيهات انتشرت كالنار فى الهشيم فى كل شارع واحتلت معظم المساحات اسفل البنايات وداخل المولات الكبرى وفى الأحياء الراقية والمناطق العشوائية حتى المستشفيات والنوادى ومعظمها بلا تراخيص .. ورغم الحملات التى تشنها اجهزة الاحياء والمرافق  يوميا لغلقها الا ان ذلك لم يمنع استمرار فتحها وزيادة انتشارها فربحها سريع بالاضافة الى ان عدم تغليظ العقوبة على المخالفين أغرى العديد لفتحها حتى اصبحت الكافيهات هى المشروع التجارى المفضل لمن ليس له مهنة .

هذه المقاهى لا تستغل مساحات الأبنية والمولات والاحياء فحسب بل هى تستنفذ صحة المواطن المصرى وموارده مما يؤثر على حياته وحياة اسرته كما انها ادخلت علينا بعض الثقافات المقيتة التى لايمكن ان نتقبلها كمجتمع شرقى، ومنها اعتياد الفتيات القاصرات والسيدات على شرب الشيشة لا لشىء سوى التقليد الاعمى بجانب ان البعض منها يكون ستارا لترويج بيع المخدرات وتسهيل الدعارة .

أما البلطجة فهى منتشرة فى كل مكان من أول "السايس" الذى هو من أبرز الامثلة على البلطجة فى شوارع مصر، ثم بلطجية مواقف الميكروباصات الذين يدمرون عربة من يرفض دفع الاتاوة، مرورا بالتسول الذى اصبح مهنة، وبلطجية آخرين يستخدمونهم اصحاب المحال التجارية والمقاهى والنايت كلوب لتأديب المشاغبين من الرواد، كل هذا دون رقابة أمنية تذكر مما أدى الى استفحالها واحكام سيطرتها على الشارع ..فاين قانون البلطجة ياسادة؟.

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: فجوة بين الشباب ورجال الدين

عدد المشاهدات = 11485 منذ فترة طويلة وانا اشعر بوجود فجوة عميقة فى العلاقة بين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.