الأربعاء , 1 مايو 2024

جيهان السنباطي تكتب: الفراعنة فى المونديال!

= 1517

لم أكن يوماً من محبى ولا متابعى رياضة كرة القدم ولست من مشجعى اى فريق لكننى احرص دائما على متابعة مباريات المنتخب المصرى لكرة القدم ليس لاننى احب اللعبة ولكن لاننى احب بلدى واشجع منتخبها ويسعدنى فوزه على اى فريق آخر .

لذا أعددت نفسى وعائلتى لمشاهدة اللقاء الذى جمع بين منتخب مصر ومنتخب الكونغو فى الجولة قبل الاخيرة من تصفيات كأس العالم 2018 وبكل صراحة لم يكن عندى أمل أن يصل منتخبنا المصرى الى نهائيات كاس العالم إلا أننى بعد الارهاق العصبى والنفسى الذى أحسست به أثناء متابعة المباراه ورغم بعض الاخطاء التى اصابت خطة المنتخب فوجئت بفوزه على منتخب الكونغو بهدفين مقابل هدف واحد ووصوله بهذا الفوز الى نهائيات كأس العالم في روسيا بعد غياب دام 28 عاما عن المونديال وكان ذلك عكس توقعاتى تماما لكنه اسعدنى جدا.

كان لإطلاق صفارة الحكم التى اعلنت تأهل المنتخب المصرى رسميا لكأس العالم تأثيراً كبيراً فى نفوس كل المصريين فبمجرد اطلاقها اصيب الجميع بحالة فرح هيستيرية “ضحك وبكاء وصراخ وقفز وتنطيط ..حالة من السعادة ممزوجة بالدهشة والتعجب حالة من الذهول وعدم القدرة على التصديق ان مصر بالفعل قد وصلت الى نهائيات كأس العالم بعد عناء وشقاء سنوات طويلة .

لقد اسعد هذا الفوز نحو 104 ملايين مواطن مصرى بالداخل والخارج واستطاع فى لحظة ان ينسيهم همومهم ومشاكلهم وما يعانون منه من ضيق العيش وارتفاع الاسعار والضغوطات الكثيرة التى يتعرضون لها فى حياتهم اليومية وكأن عجلة الزمن قد توقفت عند هذا الحدث الذى انتظره المصريون سنوات عدة فخرج الجميع الى الشوارع حاملين الاعلام ورافعين علامات النصر مرددين “تحيـــا مصر “..

واحتفل المصريون بالرقص والغناء والزغاريد والالعاب النارية وبرغم الازدحام الشديد والمسيرات التى تقدر بالالاف واختلاط الرجال بالنساء لم يقع اى حادث عنف او تحرش فقد جمعت الفرحة القلوب على كلمة واحدة هى “بنحبك يا مصر” “ومبروك علينا النصر” هذا الحدث وحد الجميع رغم اختلاف ارائهم وتوجهاتهم فاصبحوا يدا واحدة وعمت الفرحة مواقع التواصل الاجتماعى حيث تبادل التهانى بالفوز ومتغنين بأسماء لاعبى المنتخب وخاصة حبيب الملايين محمد صلاح الذى ادخل الفرحة فى قلوبهم بضربة الجزاء.

كما اتفق مقدمو برامج “التوك شو” فى الفضائيات على تقديم سياق واحد فى برامجهم حيث ارتدى البعض منهم “تى شيرت” المنتخب ورفعوا الاعلام وعبروا عن فرحتهم بالهتاف .

ولم تتوقف الفرحة عند الشعب المصري، بل كان الجميع في الوطن العربي فرحاً، وانتشرت التهاني من قبل الأندية والاتحادات العربية من المحيط إلى الخليج. ووصلت التهاني لمصر من قبل العديد من الشخصيات السياسية والرياضية في الوطن العربي كما قدمت العديد من الأندية العربية التهاني للكرة المصرية وانتشرت روح الود والمحبة والتماسك بين مصر واشقائها العرب.

التحية واجبة لرجال المنتخب الوطنى على الاداء البطولى والفرحة التى عمت البلاد بسببه وتحية للشعب المصرى الذى اثبت للعالم انه شعب راقى ومتحضر وان شاء الله النصر حليفنا فالقادم اصعب ولكننا نستحق الأحسن.

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: فجوة بين الشباب ورجال الدين

عدد المشاهدات = 9444 منذ فترة طويلة وانا اشعر بوجود فجوة عميقة فى العلاقة بين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.