الأربعاء , 8 مايو 2024

جيهان السنباطي تكتب: العرب بعد ست سنوات من الربيع العربى

= 3318

قامت الثورة التونسية التى إندلعت أحداثها فى 17 ديسمبر 2010 تضامناً مع الشاب محمد البوعزيزى الذى قام بإضرام النار فى جسده تعبيراً عن غضبه المكتوم وبطالته وعدم قدرته على مواصلة الحياة فى ظل مايعانيه من ضيق العيش وتضامناً معه خرج الآف التونسيين الرافضين لأوضاع كثيرة منها البطالة وعدم وجود عدالة إجتماعية وتفاقهم الفساد داخل النظام الحاكم والركود الإقتصادى وسوء الأحوال المعيشية بالإضافة الى التضييق الأمنى والسياسى خرجوا جميعا يهتفون باسم البوعزيزى وبضرورة الإصلاح وكانت الثورة التونسية هى شرارة البدء لثورات الربيع العربى التى إنطلقت فى بعض البلدان العربية خلال أواخر عام 2010 ومطلع 2011التى أطاحت بعدة أنظمة عربية…

ولكن السؤال المطروح: هل نجح الربيع العربى وجنى ثمار ثورته أم لا؟

رغم ان الدول العربية التى إشتعلت ساحاتها بهتافات إسقاط إنظمتها الحاكمة كانت تهدف الى تحسين أوضاعها الإقتصادية والسياسية والأمنية لكن حقيقة الأمر أنها تكبدت خسائر فادحة تقدر بأكثر من (833.7 مليار دولار أمريكى)إضافة الى 1.34 مليون قتيل وجريح نتيجة للحروب والعمليات الإرهابية هذا الى جانب تدمير للبنية التحتية للبلاد وتدمير المواقع الأثرية التى لاتقدر بثمن وكذلك تراجع تدفق السياح وتشريد أكثر من 14.389 مليون لاجىء.

وبما أن البعض إتفق على أن الدول العربية خرجت من ثورات الربيع العربى وهى تعانى من الخسائر إذن من المستفيد من فوضى الربيع العربى ؟

من إستقراء الواقع نجد أن واشنطن كانت أكبر مستفيد من فوضى الربيع العربى هو واشنطن فقد حققت مبيعات السلاح الامريكي للدول العربية في الفترة التي أعقبت اندلاع ما يسمى الربيع العربي ،ارتفاعا غير مسبوق ،حيث قفزت مبيعات السلاح إلى 70 مليار دولار في 5 سنوات بين 2011 و2017 لدول عربية هي السعودية الإمارات مصر الكويت قطر سلطنة عمان … تليها إسرائيل التى إستفادت من حالة الإضطراب الإقليمى فى أعقاب ثورات الربيع العربى فقد أدت التخوفات المتعلقة بامتداد النفوذ الإيرانى فى المنطقة الى دفع إسرائيل لايجاد أرضية مشتركة مع بعض الفاعلين الإقليميين (دول الخليج) على الرغم من عدم وجود علاقات رسمية مع هذه الدول.

وعلى الرغم من المتغيرات المتسارعة التى شهدتها المنطقة العربية خلال السنوات الأخيرة وحجم التدخلات الخارجية وما آلت اليه الأوضاع فى بعض الدول التى شهدت ثورات مازال العرب يثقون فى تحقيق أهداف الربيع العربى التى لن تتحقق بمجرد إستبدال حكام بآخرين او مجموعة إصلاحات داخلية سياسية فقط فلابد أن تفيق المنطقة العربية وتعى جيدا حجم المؤامرات الخارجية التى تحاك ضدها من أجل تفتيتها والسيطرة على كنوزها ولابد أن يكون هناك مشروع عربى يجسد آمال وتطلعات الشعب العربى ويستطيع الدفاع عن المصالح العليا للأمة العربية والحفاظ على هويتها والتصدى للتحديات التى تواجهها.

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: وداع يليق بإنسان جميل

عدد المشاهدات = 1149 صدق المبدع مرسى جميل عزيز عندما قال : على طول الحياة.. …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.