الإثنين , 29 أبريل 2024

جيهان السنباطي تكتب: الأنثى..لغزاً محيراً

= 1643

Gehan Sonbaty


بكل عزة أقولها ,أنا أنثى,أنانية أنا فى حبى ,وأنانيتى ليست إمتلاك,بل قدرة على العطاء… عنيدة أنا .. شرسة.. متنمرة,لا أنثر مشاعرى فى الطرقات عندما تمتلكنى,بل أخفيها ولا أفصح عنها, حتى يكون اليقين طريقى,أعشق القمر ففيه ملامحى,أسامره وأحاوره وأشكو له وجيعتى, مفرداتى عنيدة صعبة لايفهمها سوى من إمتلك حروفى,أنا كالورود شامخة على أغصانها تأبى الإنكسار,تنشر عبيرها فى الأجواء ,تغذى الروح والوجدان,أنا أنثى صمتى لاتستطيع قواميس اللغة أن تستخلص معانيه,وكلماتى ليست كاالكلمات تعشقها الآذان وأما نبرات صوتى فهى كالعزف على أوتار الكمان.

لا أقول ذلك تحيزاً لاننى أنثى, بل أقوله لاننى اعلم جيدا ماهى المرأة,وكيف انها اغزاً محيراً,إحتار فى وصفه وفهمه وفك طلاسمه الكثير من الفلاسفة والمفكرين,فاسمها وحده كان سببا فى اصابة قواميس اللغة العربية بالحيرة ,فلن نجد جمع لكلمة"امرأة" ولا مفرد لكلمة "نساء",فيالها من كائن يحير العقول .

صمت المرأة لغة لايفهمها الا الأذكياء,وحيائها جمال لايدركه الا الاتقياء,ضعفها قوة,وهدوئها دهاء,دموعها سلاح فتاك بفتت القلوب ,نظراتها قانون,هى كالوردة إن أحبت بصدق اعطت بلا حدود,فقلبها هو بوابتها للحياة وهو اكليل السعادة والبهجة لكل من حولها,وإن كرهت تحولت الى أشواك , اذا ارادت الخيانة فهى قادرة عليها ولو سجنت بين اربعين جدار, وان ارادت الاخلاص لرجل لن يغريها مليون رجل وان كانت الوحيدة بينهم ,بيدها تفتح لآدم ابواب الجنة ,وبيدها أيضاً تفتح له أبواب جهنم.
قدرتها على التحمل فوق اى تخيل ,فهى تتحمل الآم الحمل والولادة,تتحمل الإرهاق البدنى والنفسى,تتحمل الصعاب والهموم,تستطيع أن تبتسم وفى داخلها الآف الصرخات, وتبكى وهى فى قمة سعادتها,تستطيع أن تجعل كل من حولها فى قمة السعادة وقلبها يعتصره الألم ,فهى حنونة معطاءة رقيقة كالفراشات ,رائعة كضوء الشموع فى ليلة هادئة.

اعلم جيدا ان كل الرجال يعلمون تلك الحقائق عنها ولكن للاسف معظمهم ينكرونها ويأبون الإعتراف بها لاأعلم لماذا ؟؟ ربما لانهم يتخيلون انهم فى حال اعترافهم بتلك الحقائق سيمنحون هذا الكائن الضعيف حقاً أكثر من حقه,فيقسون عليه,ويحرمونه من الحب والعطف والحنان,وبعد أن يقتلوا روح الأنثى فيها بتصرفاتهم وتعاملاتهم يشكون من سؤ الحظ الذى أوقعهم فى نساء لاتمت للأناث بصلة.

وستظل المراه سراً مجهولاً فى الوقت الذى يعتقد فيه البعض أنها كتاب مفتوح فلن يستطيع فك طلاسمها سوى من امتلك قلبها فقلبها هو مفتاح الوصول الى مملكتها, وأن أذنيها هما بوابتها للدخول الى عالم العشق,فكلمات الغزل تفتح شهيتها للحب,تضعف المرأة في الحب .. وتقوى في الكره .. إذا أحبت رضخت واذا كرهت استأسدت .. ولا يظن رجل أنه قد حكم قلب امرأة .. أو ملك حواسها .. فهي تعطي اذا شاءت وتمنح اذا أرادت .. لكنها قد تتنازل إذا أحبت.

عزيزى الرجل …. بإستطاعتك مساعـدة المرأة على الاحتفاظ بهذه الأنوثـة و ذلك بأن تحتـرم ضعـفها ولا تحاول أن تسـتغـلـه ، وأن تمنحها القـوة بحنانك و عطفـك واحتـرامـك لهـا،وأن تعـلّمها الضعـف الجميـل وليس الضعـف الذي يؤدي إلى الإنزواء وفقـدان الثقـة فالأنوثـة فناً و الرجل الذكى هو الذى يستطيع أن يُعـلم زوجتـه هذا الفن، فبعض الرجال يتقن هذا الفن و بعضهم الآخر يدفعها الى التمرد و التخلي عن أنوثتها.

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: فجوة بين الشباب ورجال الدين

عدد المشاهدات = 8150 منذ فترة طويلة وانا اشعر بوجود فجوة عميقة فى العلاقة بين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.