الأحد , 5 مايو 2024

بسمة عبدالقادر تكتب: أعداء الفرحة..!

= 1338

Basma Abdul Kader - Copy


يحيط بنا العديد من الأشخاص الذين نجهل متى ينضبط مؤشر سعادتهم ، نراهم يقيدون سعادتهم بغايات محددة إن لم تتحقق استسلموا لتعاستهم ، وإن تحققت لعانوا مآساة افتقادهم لغايات جديدة ، وهكذا لا ترى القبول والرضا بملامحهم أبدا.

تتمثل حياتهم في صندوق ضيق محكم الأركان ، وتتشكل أمنياتهم من واقع ما يلمسونه فيمن حولهم ، فتراهم دائما في وعي تام للتغيرات التي تطرأ على أهلهم أو جيرانهم أو أصدقائهم ، يزِنون سعادتهم بأحلام الآخرين ، فإن حقق الآخرون نجاح في شأن معين لوجدتهم تطلعوا لنفس الهدف ظنا منهم أنهم سيحرزون نفس السعادة والنجاح اللذان حظي بهم غيرهم ،و عن جهل منهم بحقيقة أن ما يسعد الآخر ليس بالضرورة أن يسعدهم ، نادرا ما تنبع أمنياتهم عن رغبة حقيقية من دواخلهم إلا أنها عبارة عن نسخ من تجارب الغير.

والمثير للعجب أن غالبيتهم يمتلكون من إمكانيات الحياة ما يحجب أعينهم عن ما يمتلكه الغير وعلى الرغم من ذلك لا يفتأون في تطلعاتهم العبثية والتي غالبا ما تبوء بالفشل لأنها لم تصل بهم إلى درجة السعادة التي أملوها  من وراء هذه المساعي.

وما يدفعنا للشفقة على هذه الفئة من البشر أنهم دائمي الشكوى من تعثر أقدارهم وقلة حظوظهم و قلقهم الدائم من تطور حياة المحيطين بهم ، فإنهم لا يتركون مناسبة إلا وأعدوا حلقة المقارنات بين ما يمتلكونه بين أيديهم وبين ما يرصدونه في جعب الآخرين ولا يخفى علينا نتيجة تلك المقارنة التي تضعهم في فئة الخاسرين وإن كانوا يملكون أضعاف ما يملكه القطب الآخر في المقارنة.

هؤلاء بحق أعداء للفرحة ، أبدا لن يكتشفوا مكمن سعادتهم طالما تركزت قلوبهم وأعينهم على مواضع الآخرين ، و لن يرضوا أبدا بما منحهم القدر من نعم عميت أبصارهم عنها ، وإن امتلأت عباءاتهم بالبياض سيظلون يرقبون البقعة السوداء ويبكون رثاء على أنفسهم الشقية التي تتغافل عن  كل ما وهبها الخالق.

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: فجوة بين الشباب ورجال الدين

عدد المشاهدات = 12672 منذ فترة طويلة وانا اشعر بوجود فجوة عميقة فى العلاقة بين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.