أذهب أبتاع تذكرة..
لطريق آخر عكس الاتجاه..
لرحلة سرية..
لبداية ضوء محتمل..
لشمس تلمع بنهاية يوم..
لحقول قمح منسيه باهتة اللون
وشتاء برائحة الطين
وبلابل على أشجار تمشى مرحًا
وصباح موسوم بالبهجة
ونهارٍ برائحة الليمون
أنتظر الرحلة أن تبدأ
بخطوات مرتجلة..
أترك أحزاني..
أودعها وأرحل وحدي
أرحل مع نفسي
مع بعض من روح
وأشم رائحة الغربة
خيالًا من ضوء باهت
دائرة هي بي
حالمة هي بي !
تاركة أمسي
على رصيف متجمد
يئن اشتياقًا للرحلة معي
وأمانيَّ منسية
ترفض الانتظار
لكني قد قررت
ستكون رحلتي لي وحدي..
مع شراييني.. مع أوردتي..
مع وجهي بغير رتوش تؤلمني ليل نهار
لن أعبث.. لن أتجول بالمجهول
لن أقبل أنصاف حلول
هي الحقيقة:
أن تبدأ بي الرحلة على رصيف الأمنيات
المنتظرون كثير
يجلس بجانبي ينتظر الرحلة رجل وامرأة..
وحقائب تحمل وجوهًا بلا ملامح..
فقط أنف وعيون وشفاه
تختلط الرؤية تاركة جسدًا بلا رأس..
رأسًا بلا جسد
رغبة محمومة بخلاص زائف
أو بعض حقيقة
وبقايا آمال حبلى من زمن صامت
أنتظر الرحلة أن تبدأ
يأتي صوت الأطفال
وصراخ ضاحك..
أين الرحلة؟
أين قوس قزح؟
الآن يـأتي القطار
يعلن الوصول..
يأتي مسرعًا
أحمل حقيبتي وأهُمُّ بالرحيل
أودع حزني وأدعى البكاء
أتباكى!
وعلى الرصيف ازدحام
وحوارات وصراخ..
وبعض ضحكات مكتومة
وجوه تودع أحلامًا
وجوه تلاقي أحزانًا
وأنا في المنتصف
يأتي القطار
أسمع صفيرًا
مع من أنا؟
على أي رصيف
داخل ذاتي وأمتعتي المتعبة
على أي رصيف تتكئ
شاحبة اللون رافضة؟!
الشاعرة سماح الجمال تكتب: رحلة إلى أقصى الغد!
عدد المشاهدات = 1929