بقلم: سامح عبدالمنعم
في أصعب أوقات السياحة في مصر كانت السياحة الداخلية دائما هي المفر، خاصة وأن لدينا الآن من يمكن ان ينفق في بعض الأماكن من ١٥-٢٠ ألف جنيه في الأسبوع إقامة فقط بالساحل الشمالي او مرسي مطروح مثلا..وإذا أضفنا إليه الوجبات والخدمات والفسح قد يصل بين ٣٠-٤٠ ألف جنيه.. وربما اكثر حسب إمكانية كل أسره بالطبع..
وفِي الغردقة وشرم الشيخ وبعض المناطق السياحية الاخري يتراوح معدل الإنفاق مابين ٧٠٠٠ – ٢١٠٠٠ جنيه الاسبوع اقامة كاملة، في حين ان الأجنبي يأتي من بلده الي مصر بتكلفه تتراوح بين ١٥٠ -٤٠٠ يورو علي أقصي تقدير ( مايعادل ٣٠٠٠-٨٠٠٠ جنيه مصري ) شامل جميع الوجبات والخدمات..
بالطبع هناك بعض الفنادق تكلفة الاسبوع بها تصل ١٥٠٠-٢٠٠٠ جنيه للمصري و١٠٠-٢٠٠ دولار للاجنبي ولكن هذه الفنادق تبحث عن السيولة المالية فقط دون تقديم اي خدمات .
وهنا يظهر السؤال : لماذا لاتفضل الفنادق السائحين المصريين رغم انهم الاعلي إنفاقا وربما الأغلي ثمنا في بعض الفنادق !
الاجابه بكل وضوح.. لانهم الاعلي استهلاكا وإهدارا لأي شيء في الفندق.. سواء اثاث او طعام.. ولايهم الكثير منهم الاعتناء بالمكان.. لانهم ربما يأتون إليه مره اخري.. والفكره الدائره في نفسهم دائما “انا دافع كثير يبقي اعمل اللي انا عاوزه “!
آضف لذلك سلوك بعض منهم مع العاملين..ومع إدارة الفندق أو المنشأة السياحية أيا كانت.. واتباع التعليمات الخاصه بالمكان باعتبار انا السيد وأنتم العبيد..والحق يقال ليس الجميع علي هذا المستوي ولكن الكثير منهم يفكر بتلك الطريقة!
جميع ماسبق جعل هناك شعور بعدم الرغبة لدي إدارة الكثير من المنشآت السياحية في استقبال السائحين المصريين، وبالطبع هذه الرغبة انتقلت لصغار العاملين بالمنشأة فأصبح هناك جفاء في المعامله بين الطرفين..
طرف يري انه يملك المكان بكل ما فيه لأنه دفع الكثير من المال.. وطرف آخر يري ان الطرف الاول مهما دفع لايستحق ان يتواجد في هذا المكان !
وهنا يأتي دور الدولة ممثلة في وزارات السياحة والإعلام والتعليم في محاولة تنظيم حملات توعية للسائح المصري في كيفية التعامل مع الأماكن السياحية واهميتها … وتدريب للعاملين علي كيفية التعامل الجيد مع جميع الجنسيات لأن مهمته تقديم الخدمات للجميع دون تمييز …وبذلك نحافظ علي وديعة الأمان التي تنقذنا دائما في الأوقات الصعبة.
(يارب الخير لمصر).