الأحد , 5 مايو 2024

التوتر بين واشنطن وبيونج يانج يقترب من درجة الغليان

= 1998

تقرير : نهال مجدي

وصل التوتر في العلاقات الأمريكية وكوريا الشمالية الي ما يشبه الغليان بعدما أعلنت كوريا الشمالية الشهر الماضي عن أنها تطور صواريخ باليستية قادرة علي الوصول الي عدد من المدن الأمريكية الداخلية وليس فقط الساحلية. وفي 28 يوليو قامت بيونج يانج بتجربة صاروخية، تم فيه توجيه الصاروخ لأعلي ولكن الخبراء أجمعوا أنه في حالة توجيه الصاروخ بشكل أفقي فإنه يستطيع الوصول لمدن مثل شيكاجو ودينفر.

هذا بخلاف التجربة الصاروخية التي قامت بها بيونج يانج في الرابع من يوليو وأطلقت صاروخا بالستيا بعيد المدي سقط في المياه الإقليمية لليابان وقادر علي عبور القارات والوصول لولاية ألاسكا الأمريكية بحسب ما أعلنته الولايات المتحدة. وأكدت كوريا الشمالية علي أنها تتعمد إستفزاز الولايات المتحدة حيث أعلنت ان هذا الصاروخ هو هدية لواشنطن في عيد الإستقلال.

وبما أن هذه التجارب الصاروخية الكورية ليست الأولي ولن تكون الأخيرة أصبحت المراكز البحثية ودوائر صنع القرار في واشنطن تبحث السيناريوهات المحتملة للرد علي بيونج يانج ومنعها من التسلح النووي بما في ذلك أن خيار الحرب أصبح مطروحًا للنقاش.

ويقول السيناتور الجمهوري ليندسي جراهام أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد وضع حداً فاصلاً للتدخل الأمريكي المباشر لردع بيونج يانج وهو إطلاق صواريخ تصل للسواحل الأمريكية وهو ما حدث بالفعل. وأضاف جراهام أنه يأمل ان تنجح الدبلوماسية في ردع كوريا الشمالية في الوقت الذي فشلت فيه العقوبات الإقتصادية حتي بعد أن كلفت بونج يانج مليار دولار خسائر(بحسب تغريدة لترامب).

ويري جراهام أن واشنطن أصبحت أمام خيارين سيئين الأول هو السماح لكوريا بالحصول علي صواريخ تصل للسواحل الأمريكية. وهذا الخيار أصبح مستبعداً الي حد ما بعدما وقال صرح ترامب رداً على سؤال صحفي “من الأفضل لكوريا الشمالية عدم توجيه المزيد من التهديدات للولايات المتحدة، لأنها ستواجه النار والغضب التي لم يشهدها العالم من قبل”.

وهذا التهديد ينقل التوتر بين البلدين الي الخيار الثاني وهو المواجهة العسكرية وخاصة أن تهديد الرئيس الأمريكي الواضح جاء عقب تقارير أمنية نقلتها جريدة “الواشنطن بوست” الأمريكية، تحدثت عن قدرة كوريا الشمالية على تثبيت رأس نووي حربي في الصواريخ البالستية.

الولايات المتحدة تمتلك بالفعل نظام دفاع صاروخيا يضم 36 قاذفة قادرة علي اعتراض الصاواريخ مقسمة بين ولاية الاسكا وقاعدة فاندنبرج الجوية فى كاليفورنيا.

هذا النظام تم تجريبه وبالفعل اعترض بنجاح بعض الأهدف العابرة للقارات في وقت سابق من هذا العام، لكنها فشلت ثلاثة من مجموع الاختبارات الخمسة. وبالتالي يري الخبراء أن هذا النظام لا يمكنه تأمين الولايات المتحدة بالشكل الكافي ضد تهديدات كوريا الشمالية. وهو الأمر الذي يرجح كفة التدخل العسكري.

الأمر المروع هو أن الولايات المتحدة تستطيع بالفعل تنفيذ تهديدات ترامب، فهي تمتلك 20 قاذفة من طراز بي – 2 و54 مقاتلة من طراز بي – 52 محملة بقنابل نووية، هذا بخلاف 14 غواصة نووية كل منها يعمل 24 صاروخ نووي. وإذا قررت واشنطن عدم خوض حرباً نوويا فليها ترسانة من صواريخ “توما هوك” التي استخدمتها في ضربتها الأخيرة علي سوريا بحسب ما أعلنه موقع أتلانتيك.

ويري ديفيد رايت نائب مدير برنامج الامن الأمن العالمي، أن التجربة الكورية الصاروخية الأخيرة أثبتت أن فرص محاولة انهاء برنامج كوريا الشمالية النووي قد إنتهت، وبما أن العقوبات الإقتصادية لم تنجح في الماضي فمن غير المتوقع أن تكون مجدية الآن، وبالتالي أصبح الخيار الوحيد أمام الولايات المتحدة هو الجلوس الي مائدة التفاوض ومحاولة حل الأزمة بالحوار.

وفي المقابل يري أندريه لانكوف المتخصص في الشؤون الكورية والأستاذ بجامعة كوكمين بكوريا الجنوبية، أن احتمال أن ترد واشنطن على إطلاق الصاروخ عسكرياً غير مطروح ، لأن استخدام القوة والهجمات ضد بعض الأهداف في كوريا الشمالية من المرجح أن تثير حربا على نطاق واسع جدا في الشرق الأقصى، وأن آخر ما يريده الأمريكيون في هذه اللحظة هو حرب جديدة.

وهناك بعض المسئولين في الإدارة الأمريكية من يبحث أيضاً عن الحلول الدبلوماسية، وأعلنوا أن الولايات المتحدة قادرة علي الرد وإستخدام القوة ولكنه يظل الخيار الأخير.

ويري وزير الدفاع الأمريكي السابق وليام بيري ان الحل الامثل هو أن تقدم كوريا الجنوبية تنازلات اقتصادية لكوريا الشمالية، والضمانات الأمنية من الولايات المتحدة مقابل إنهاء برامجها النووية والصواريخ بعيدة المدى.

شاهد أيضاً

تدعم فلسطين: احتجاجات الجامعات الأمريكية تعمق الانقسامات بين الديمقراطيين

عدد المشاهدات = 8952 بعد نحو سبعة أشهر من بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.