الأحد , 5 مايو 2024

التشكيلي العماني محمد فاضل الحسني..فنان يصطاد الحلم بالحرف

= 2543


كتبت – نجاة هرابي

كم هو مؤثر أن ترى تجربة مبدع يؤرخ لها إصدارا جميلا وشيقا شكلا ومضمونا، والمطلع على كتاب "صائد الأحلام" الصادر عن وزارة التراث والثقافة العمانية عن تجربة الفنان التشكيلي محمد فاضل الحسني يقف على حيثيات التجربة الحروفية والتجريدية لديه منذ بداية التسعينات.

ويعد محمد فاضل من الفنانين العمانيين الأوائل في مجال تناول الحرف العربي وتطويعه وتوظيفه بأسلوب فني شيق يشد المتأمل للوحة على مستوى تناغم الحرف واللون…إذ  تأخذك اللوحة في مغامرة تجريبية وتجريدية مشحونة بالطلاسم التشكيلية لونا وحرفا، وإذا بها تؤسس لعلاقة حميمية بين الرمز من المستلهم من المعلقات والكتابة الشعرية وبعض العناصر الطبيعية الأخرى على غرار الجلد أو جذع الشجر أو أوراق الشجر.

والكتاب يستعرض مختلف اللوحات التي أنجزها الفنان من لوحات حروفية و تجريدية على غرار :الحبلى وجلالك، ومخطوطة في علم الفلك، والطواف، والغيث، وهيجان الحروف، وطيور الأثير، وأحلام، والحكمة، وصائد الأحلام.

وقد تم تبويب مختلف الأعمال تحت ثلاث أبواب تختزل تجربته وهم: الحروفيات والتصوير وتراثيات.

يذكر أن الكتاب عرج أيضا على مختلف مشاركات الفنان محمد فاضل الحسني في مختلف المعارض والورشات على المستوى الوطني والعربي والعالمي، إذ استطاع أن يكون خير سفيرا لمبدعي سلطنة عمان في مختلف المحافل الدولية وقد شارك في كل من سلطنة عمان والقاهرة والإمارات العربية المتحدة وتونس والمغرب والكويت والسويد وبلجيكيا وأمريكا والصين وألمانيا وإيطاليا وفرنسا…كما تطرق الكتاب إلى السيرة الذاتية للفنان /الجانب الإنساني والأكاديمي/ ومختلف الجوائز التي نالها في مساره الإبداعي.

فضلا عن نشر معرضا للصور الفتوغرافية التي توثق التفاف مختلف النخب السياسية وممثلين عن مختلف القطاعات الأدبية والفنية والتشكيلية من أمراء وسفراء ورؤساء وفود ومبدعين، حول تجربته و تشجيعها له من خلال حضور معارضه واقتناء اللوحات…وسلط الكتاب الضوء على مجموعة كبيرة من المقالات الصحفية التي نشرت في مختلف الصحف المحلية والعالمية على هامش مختلف مشاركاته في المعارض أو الورشات أو لتسليط الضوء على تجربته عموما.

يذكر أن هذا الكتاب رأى النور /في أول طبعة له سنة 2010/ بفضل مجهود وزارة التراث والثقافة العمانية و ثلة من خيرة النقاد والمبدعين والكتاب العمانيين وهم حوالي 16 فردا بين ناقد ومؤلف وكاتب من عمان وعدة بلدان عربية أخرى  أٍرادوا أن يبحروا في تجربة البحث عن رؤيا حروفية جديدة للفنان محمد فاضل الحسني وفك طلاسم الحرف واللون عنده، نذكر من بين هؤلاء النقاد محمد سيف الرحبي وفخرية اليحيائي وخلفان الزيدي من سلطنة عمان وفاروق بسيوني من مصر ومحمد غنوم من سوريا وخليل قويعة من تونس و هلنر برسون من السويد.

وفي الحقيقة مثل هذه الإصدارات نباركها ونشجعها وهي تنصف المبدع وتحفظ تجربته وتعطي الفرصة لمختلف الأجيال للإطلاع عليها. وكنت شخصيا قد التقيت محمد فاضل الحسني سنة 2007 بالسلطنة والتقيته آخر مرة في تونس في مارس 2015 وقد أسعدني لقاءه وكانت أجمل هدية كتابه الذي يذكرنا بالعطاء المستمر لهذا المبدع وتمسكه بالحرف العربي لنقل مختلف إختلاجاته وهواجسه في رحلة معالجة المشاغل الفنية والإنسانية.

شاهد أيضاً

وفاء أنور تكتب: حكاية العم “رجب”

عدد المشاهدات = 7751 أبطأت خطواتنا وهدأت من سرعتها اضطرارًا، اضطربت حركة أقدامنا المثقلة متأثرة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.