كانت المرة الأولى التي تشعر فيها هذا الشعور المؤلم حين يختفي من حياتك من كان يشاركك أدق تفاصيلها وأثخنها، فتجد نفسك مدفوعا أن تستحضر وجوده في ذكرياتكما معا.
نفس العادات التي اجتمعتما عليها، الأماكن التي ارتدتموها معا، الكلمات التي تحمل أكثر من ألف معنى، والنظرات التي تشي بالسرائر دون جَهد.
الأحلام حين تنقُص فيكملها لك، والمفردات حين تُنسى فيذكرها لك، الآلام حين تُسقم فيُبرؤها لك.
حتى الملابس تذكرك بحوارٍ لكما، مقتنياتك الشخصية بينها شيء يحمل رائحته، كتابٌ تبادلتماه يحتفظ بلمسته، قصيدةٌ قرأها لك لا زلت تسمع نبرة صوته فيها.
هو الفقد توأم الروح المعلقة بين الحياة والموت دون معبر.