الإثنين , 6 مايو 2024

ألاعيب شيطانية لسلب الإنسانية (1)

= 1348

بقلم: د.جيهان رفاعى

التقدم العلمى سلاح ذو حدين ، فقد يفتح آفاقا جديدة لحياة أفضل وأكثر تقدما ، وقد يستغله السياسيون الذين يدمنون التسلط والسيطرة فيستثمرونه فى إختلال موازين العالم للهيمنة على اقتصاده واراضيه ، فالطغيان ظاهرة بشرية عندما يفتقد المرء الدين أو الإنسانية ، ولأن الأمر والنهي لذة لديه أكبر من لذة المأكل والمشرب والملبس والمسكن الفاخر..

وقد تسبب الجهل بالعمق الإنسانى فى كوارث حيث حضارات انقرضت ولم يعد لها وجود الا فى شكل مآثر تاريخية والأسباب تتجسد فى الكراهية والعنصرية وفى حروب بلا حدود ، وما زالت المصالح تنتج مزيدا من التجاهل واللاانسانية ، وتهدد الكرة الأرضية بالانفلات من مدارها ، بل تهدد كل الحياة بالزوال ، فلم تعد الأرض قادرة على تحمل كل هذا الطيش الحادث فى كل مناحى حياتنا المشتركة … بالإضافة إلى المناخ الذى يهدد البشرية بالطوفان ، والحروب المشتعلة فى كل مكان وأسلحة الدمار الشامل مكدسة هنا وهناك بدون مبرر مقنع … والدول الكبرى التى تتدخل فى حقوق كل الشعوب … والسياسة الدولية لا تصنع الا مزيدا من الخلل العالمى على المستوى العلمى والاقتصادى والاجتماعى وكافة اشكال الحياة..

وقد عالج القرآن الكريم هذه الظاهرة عندما قص علينا قصة فرعون الذى يمثل قمة الطغيان السياسى ، وها نحن الآن فى مواجهة مع إجرام العالم الغربى الذى كشر عن أنيابه ونزع ثوب الإنسانية التى كان يختفى خلفها ليدخل اراضينا بدافع حقوق الإنسان وحماية الأقليات … نحن أمام تحول تاريخى جذرى فى مسار الإنسانية ، ليضمن بقاء الجنس الذى أباد المسلمين فى الأندلس ، والهنود الحمر في أمريكا ، والفيتناميين فى آسيا ، واليابانين فى هيروشيما ، ليبقى هو سيد الأرض …

للاسف هذه هى آخر خطوات الخطة الشيطانية الماسونية من القلة التى تدير العالم من وراء الستار … فبلا شك إن خطة فيروس كورونا شكلت صدمة كبيرة للجميع عبر خلخلة كل المعتقدات السابقة والتصورات والقيم المرتبطة بالعولمة والمجتمعات ، فالسياسى أعلن أن الأمر يتجاوز طاقة البشر ، والاقتصادى مصاب بالذهول وحالة اللا تفكير أمام تداعيات الأزمة وكيف أن فيروس غير مرئى غير كل النظريات الاقتصادية ، والمواطن العادى لم يجد سوى الهروب إلى بيته واحتضان عائلتة ، والتافهون اختفوا عن الأنظار …

والمفارقة فى هذا الوباء أن قمة انتشاره ظهر فى الصين المتطورة وفى أكثر الدول الغربية تقدما فى مجال الصحة ، ولا يزال يتزايد فى صور متسارعة ، ومن خلال هذه الصور يتردد فى العقول التى تبحث عن المؤامرة فى البينات ، وتتساءل هل ما يحدث هو حرب جرثومية من الصين والغرب ، ولاسيما أن الفيروس المكتشف فى الغرب يختلف فى طفراتة الجينية عن الفيروس المكتشف فى الصين ، وهل تكون الحرب الجرثومية سلاحا ضد القوى المنافسة للدول العظمى ، وإذا كنا نتمتع ببعض الموضوعية والعقلانية لنفترض أننا نقرأ هذا الهراء فإننا نشعر بعبثية المنطق الذى يؤسس له بعض الناس ، فالكمامات الواقية لا تحمل أيديولوجية ولا تهدف لاخفاء جمال المرأة بل هى للحماية من المرض وليس للحماية من الكبت والجهل ، كفانا تأويلا للكوارث على هوانا ، ولنعتمد لغات العقل والمنطق ونحن نقرأ الأحداث حولنا …

(وللحديث بقية..)

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: فجوة بين الشباب ورجال الدين

عدد المشاهدات = 13261 منذ فترة طويلة وانا اشعر بوجود فجوة عميقة فى العلاقة بين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.