الإثنين , 29 أبريل 2024

أشرف توفيق يكتب بألف جنيه.. يا بلاش!

= 780


منذ شهور كتبتُ عن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى للفتاة التى تمَّت تعريتها فى «التحرير»، واعتبرتُها لفتة كريمة، ربما تتلقفها الدولة لتقضى على التحرش والاغتصاب وهتك العرض، بعد أن صارت فضائحنا بجلاجل فى كل الإحصائيات العالمية، وقتها عارضنى البعض وتعجَّب من زيارة الرئيس لحالة واحدة، رغم أن مصر تمتلئ بآلاف الحالات، ولا يلتفت لهن أحد.

ومنذ فترة كتبتُ مقالا ساخرا تخيليا عن دورا الشخصية الكارتونية، وهى تستنجد بفرد شرطة، فقبض عليها لشكه فى ميولها السياسية، وقتها عارضنى البعض الآخر وشتمنى، لأن الشرطة تغيث مَن يستغيث بها، وتحمى الوطن كله وتدافع عن المظلومين، وأن أى تجاوزات من الشرطة هى حالات فردية تواجهها الداخلية بيدٍ من حديد.

حسنا.. نحن الآن أمام حالة فردية.. أمينا شرطة أخذا فتاة من سيارة وهتكا عرضها بالقوة فى سيارة النجدة، استطاعت أن تبعث رسالة إلى صديق لها، فأبلغ أحد الضباط الشرفاء، والذى ألقى القبض على المتهميْن، وبعد الفحص تبيَّن للطب الشرعى تطابُق عيّنة من السائل المنوى (تم الحصول عليها من أحد المتهمين) مع العينة التى عُثر عليها بملابس المجنى عليها، أى أن الواقعة حدثت بالفعل.

وكانت النتيجة إخلاء سبيل فردَى الشرطة رغم إدانتهما المثبَتة بكفالة ألف جنيه، ولولا أن النيابة استأنفت على هذا الإخلاء لكان المتهمان -رجلا الأمن والأمان- فى الشارع الآن يبحثان عن فريسة جديدة.

هذه حالة اغتصاب أو هتك عرض يا سيادة الرئيس، يا مَن توعَّدت منذ شهور كل متحرش أو مغتصب! هذه حالة اغتصاب وتجاوز من فردَى أمن مهمتهما حفظ الأمن ونجدة المستضعفين يا سيادة وزير الداخلية! هذه حالة ظلم بيِّن يا قضاة مصر يا مَن أقسمتم على تطبيق العدل، ألف جنيه كفالة لمن يهتك العرض.. يا بلاش!
———————-
أشرف توفيق كاتب بصحيفة التحرير.

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: فجوة بين الشباب ورجال الدين

عدد المشاهدات = 7754 منذ فترة طويلة وانا اشعر بوجود فجوة عميقة فى العلاقة بين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.