حياتي اليوم صحيفة إلكترونية يومية
سؤ التربية وعدم غرس المفاهيم الصحيحة وعدم تعليم احترام آراء الاخرين، كل هذا جعل منا اشخاصا تدعى المثالية، وترى نفسها الأفضل فى كل شىء، رغم اننا فى الحقيقة قد لا نفقه شيئا، ولكن أصبنا بداء الغرور وليس الثقة فى النفس، فكلما قلت خبراتك ودرجة علمك زاد غرورك!
وكلما زادت ثقافتك وتوسعت مداركك العلمية، زادت ثقتك بنفسك، واصبحت شخصا خلوقا كريما طيبا، فهناك أخطاء يكثر الوقوع فيها من قبل الآباء، ومن أهم هذه الأخطاء التى أثرت سلبيا فى مجتمعنا هو التقليل من قيمة المرأة عموما، ووضعها فى مكانة أقل مما تستحق رغم دورها العظيم فى المجتمع، وغرس فكرة انها دائما منبوذة، وانها حمل ثقيل، وانها لا يصح لها هذا ولا ذاك، وعليها مراعاة كلام الناس فى الصغيرة قبل الكبيرة، وتفضيل الولد عليها وتعليمه منذ الصغر، انه دائما الأفضل، وانه لا يحسب عليه خطأ لأنه رجل، والرجل لايعيبه خطأ..
فيصير الولد رجلا ولايرى أي ميزة فى الأنثى غير انها تؤمر فتطيع، وتنجب الأولاد، وليس لها أية حقوق، بل عليها كافة الحقوق اللازمة له، فتصير هى الأخرى تسعى لغرس نفس المفاهيم فى أبنائها، ويأتون بعد ذلك يسألون أنفسهم لما لا ينهض مجتمعنا إلى الأفضل، ويستمر فى النظر فقط للمجتمعات الأخرى دون محاولة للتغيير..
فكيف للمجتمع أن يخلق قوانين ويطبقها ويغرسها أيضا فى أبنائه دون الرجوع الى المنهج الذى وضعه الله لنا؟ كيف نغرس سلبيات فى اناث هن من سيربين أولادنا وبناتنا؟ كيف لنا ان نتقدم بأبنائنا ونحن نزرع فيهم الجهل بأيدينا؟ كيف نربيهم على عدم الثقة بالنفس وقلة الحيلة والتقليل من شأن الآخرين وعدم الاهتمام لما ذكره الله فى كتابه العزيز فى حق كل منا؟ وبعد ذلك نحاسب الأمهات ونحملهن المسؤلية كاملة!
ألا تعلمون انها ربت كما تربت وأخافت كما خافت..ألا تعلمون انها حين تجرعت، تجرعت من نفس الكأس، فمن أين تأتى بالأفضل الذى لم تراه من الاساس؟ اتقطعون لسانها ثم تحاسبوها على صمتها؟ بل وتعينون الرجل على كل ما يفعله أيا كان لمجرد أنه رجل؟!
لماذا؟
أليس حرامها حرامه وحلالها حلاله؟ أليس من خلق الرجل وجعل له حقوقه، هو خالق المرأة وجعل لها حقوقها أيضا؟
إنني لا أدافع هنا عن النساء، ولكني أود أن أصل إلى الحق والعدل والرحمة الذى أمرنا بهم الله سبحانه وتعالى، وأن نحسن تربية أولادنا وتعليمهم قيم المحبة والاحترام والبعد عن العنف وعدم المسؤلية.
