السبت , 4 مايو 2024

أسرار النفس…(غنى النفس)…تكتبها رشا صيرة

= 1886

(أشكر كل ما يأتيك فكلها قد جاءت دليلاً من الغيب ) جلال الدين الرومى
حياتك هى هدية الله وكل ما يمر بها من الحب والأحزان واللذة والآلام فهى هدايا من الله يجب علينا أننا نتقبلها …فالرضا هو أقرب الطرق للوصول إلى الله وأقبل كل منح الله لك حلوها أو مرها فإن رضيت بحياتك فإن حياتك ترضى بك
قوله عز وجل:
(وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا مَا آتَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللَّهِ رَاغِبُونَ ) سورةالتوبة ٥٩
الحياة كلها صعاب وآلام …وفى لحظة بتجتمع الأزمات والشدائد وقتها بنعلم أننا فى أختبار وامتحان إيمانى حساس مش الكل بيقدر ولا يقوى على تحمله وكتير بيفقد توازنه وبينهار
قوله عز وجل:
(مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۗ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ ۚ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ )سورة التغابن ١١
الصبر والرضا بقضاء الله هما مخرج نفوسنا من الآلام ومن شدة المصيبة فهو يعلم ان ما أصابه لم يكن ليخطئه وانه( لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا)
فتهدأ نفسه بأمر الله مجرد شعور الإنسان بالضيق وعدم تحمل المصائب لا ينافى الصبر ما دام الإنسان لم يعص ربه بقول أو فعل فعدم الرضا بيكون بأمران …الندم على ما حدث وتمنى ان ما حدث كأنه لم يحدث !
قوله عز وجل:
(وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ)سورة البقرة ٢١٦
الرضا درجة أعلى من الصبر
الله لم يوجب على عباده ان يرضوا لان هذه الدرجة لا يستطيعها كل العباد ولكن أوجب الصبر فقد يصبر الإنسان على ألم المصيبة ومرارة الألم ويقول ما بداخله وأحياناً يخطئ ! لكن لم يصل إلى درجة الرضا !
فالبشر مختلفين فى درجة الوصول إلى الرضا ..فالرضا من العدل ولذلك كان صلى الله عليه وسلم ( عدل فى قضاؤك)
فالله عدل فى قضائه وعقوباته وعدم الرضا يفتح باب الندم والحسرة ويدخل نفسك فى دائرة ان ما حدث لك ليس من العدل !
وعدم الرضا يحدث إما لفوات شئ وانت تحبه وتريده أو لشئ أصابك وانت تكرهه !
فالرضا بالقضاء طاعة وهو ركن من أركان الإيمان فالمؤمن يكره كل ما لا يحبه الله ولذلك لا يجوز ان ترضى بالمعصية …
ودائماً بنربط بين القضاء والقدر ولكن لكل منهما درجة فى الرضا ..
القضاء هو إرادة الله المتعلقة بالأشياء
والقدر هو إيجاد الله الأشياء على مقاديرها المحددة ..
القضاء نوعان
قضاء شرعى وهو ما شرعه الله لعبادة ( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً)
قضى علينا وشرع قد يلتزم العباد به وقد لا يلتزمون به وهنا يظهر أساس وقاعدة الإيمان …
وقضاء كونى ( كن فيكون) إذا قضى الله بموت شخص أو مرض أو شقاء أو فقر أو حدث من الطبيعة فهذا من قضاه الله فلا راد لقضاءه فهو لابد ان يقع ..
القضاء متعلق بفعل الله تبارك وتعالى ولذلك يجب علينا الرضا به كله
أما المقضى هو المنسوب بالعبد والمنسوب اليه
القدر منه ما يرضى به ومنه ما لا يرضى به !
فإذا أصابك شئ لم ترضاه فعليك ان تعرضه على نفسك لتعرف سبب حدوثه
(مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ۖ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ ۚ) سورة النساء ٧٩
وإذا عرفت السبب واجتهدت لأصلاحه
فإذا لم تحصل عليه فأعلم ان الله له حكمه فى ذلك وعليك ان ترضى ..
فلا يرفع القضاء حتى يرضى به
فنحن البشر نمد أمد القضاء بعدم قبولنا له
قوله عز وجل:
(إِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ ۖ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ ۚ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ۚ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) سورة الأنعام ١٧
فالإنسان فى الدنيا لا ينال كل الخير انما ينال مس الخير فكل الخير مدخر له فى الآخرة لان الخير الذى يناسب جمال الله لا يزول ولا يتغير
(وعندما لا تنجح فى أمر ما فأعلم ان الله سبحانه وتعالى يعلم انه ليس لك ..إما لأنك غير مستعد له أو لأنك لن تقدر على تحمله الآن! أو ان هناك قادم أفضل لك فأرضى بما كتبه الله لك )
“من أقوال الشعراوى”:
وأعلم أننا مأمورون ان نتحرى رضا الله ورسوله
(وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَن يُرْضُوهُ إِن كَانُوا مُؤْمِنِينَ)
سورة التوبة ٦٢
وغير مطلوب منا ارضاء البشر ونحن غير مكلفين به لسببين :الأول انه غير ممكن!
والتانى لاننا مكلفون بإرضاء الله ورسوله وليس الناس ..
قال الشافعى :
(رضا الناس غاية لا تدرك , وليس الى السلامة من ألسنة الناس سبيل, فعليك بما ينفعك فالزمه ودع ما سواه)
فلو رضينا بما عندنا سعدنا , ولو سخطنا شقينا ,
لماذا لا نرضي ونحن نعلم أن أيامنا القادمة هي بقية أعمارنا؛؛
فإذا كنا نحلم بالغني فإن خير الغنى غنى النفس , وخير الزاد التقوى وخير ما ألقي في القلب اليقين ,
فارض بما قسم الله تعالي لك تكن أغني الناس…

أدعو معايا…

اللهم انك تعلم سري وعلانيتي فاقبل معذرتي وتعلم حاجتي فاعطني سؤلي وتعلم ما في نفسي فاغفر لي ذنوبي اللهم اني اسالك ايمانا يباشر قلبي ويقيننا صادقا حتي اعلم انه لن يصيبني الا ما كتبه علي والرضا بما قسمته لي يا ذا الجلال و الاكرام.

اللهم اجعل لي من كل ما اهمني واكربني من امر دنياي وامر اخرتي فرجا ومخرجا وارزقني من حيت لا احتسب واغفر لي ذنبي وثبت رجائي واقطعه عمن سواك حتى لا ارجو احدا غيرك.

شاهد أيضاً

كبسولات مهدئة…(الحب مقابل العطاء)…تكتبها رشا صيرة

عدد المشاهدات = 11380  “الحياة موازنة بين العمل والحب ، ومن السذاجة ان نتوقع ان …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.