الأحد , 5 مايو 2024

أسرار النفس…(حقيقة نفسى!)…تكتبها رشا صيرة

= 1998

طبيعة الإنسان وتكوينه ما بين القوة والضعف؛ وربنا دايما مش بيحملنا فوق طاقتنا وعارف قدرة وتحمل كل واحد ودايما بيخفف عنه
قوله عز و جل:
(وَخُلِقَ الإِنْسَانُ ضَعِيفًا ) سورة النساء ٢٨
والإنسان لو خلقه الله قوى لأستغنى بقوته عن كل شئ ! انما خلقه ضعيفاً ليفتقر فى ضعفه فيسعد بافتقاره والسعادة عند الله عز وجل فى الإقبال عليه واللجوء إليه فى الاستعانة به والتوكل عليه فى محبته والشوق إليه
قوله عز وجل:
(إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعً)١٩ المعارج
وجعله كثير الخوف وده لحكمته أنه يخليه يتوب ويندم
وخلقه جزوعاً حتى إذا مسه ضر لجأ إلى الله وطلب العفو منه
قوله عز وجل (إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوع) سورة المعارج ٢٠
فربنا صورلنا حقيقة الإنسان مهما كانت قوته من اى شئ صغير ممكن تضعف قوته وتذله شهوته ؛ واذا جاع توتر وضعفت حركته ؛ واذا مسه الشر تذمر وتوقف تفكيره…
ولو حصل على النعمة بخل بيها على غيره ومنع حق الله …
قوله عز وجل:
(وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعً) المعارج ٢١
الإنسان بطبعه بيدور عن كل ما يزيد من سعادته وسروره، وبيبعد عن أى حاجة ممكن تسببله الحزن ، وده بيخليه دايما مستعجلً فى الحصول
الخير وبيفزع من اى امر بيسببله الشر !
ودايما الانسان بيفكر فى الأشياء اللى بتغير حياته كلها وعلشان كده بيفكر فى الشئ العاجل! فلو ربنا خلق طبعه بيتناسب مع الأشياء البعيدة لأخترنا جمعياً الآخرة !
قوله عز وجل:
(خُلِقَ الْإِنسَانُ مِنْ عَجَلٍ) سورة الأنبياء ٣٧
ربنا وصف النفس الانسانية بالضعف والهلوع والجزوع والعجل لمصلحته وصالحه من أجل ان يرقى بها الى الله …
وهناك نموذج من البشر إذا انعم الله تعالى عليه اعرض عن شكر ربه وحمده وابتعد عن اداء حق الله تعالى فى العبادة وحق الآخرين ونموذج الإنسان الذى يأس وقنط من رحمة الله تعالى لمجرد ان حل به سوء أو شر !
قوله عز وجل:
(وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَىٰ بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعَاءٍ عَرِيضٍ ) سورة فصلت ٥١
فكل إنسان يعمل فى هذه الحياة على شاكلته اى على حسب ما تزين له نفسه واهوائها وبما يكون عليه أخلاقه وسلوكه كالمثل القائل
(كل إناء بما فيه ينضخ )
فما فى داخل الانسان يخرح ويظهر فيكون قوله وفعله على مثل دخيلة نفسه ! ورغم ده لازم يحذر لان الله أعلم به فيحاول انه يسلك سبيل الهدى حتى يستحق السعادة فى الدنيا والفوز فى الآخرة
قوله عز وجل:
(قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَىٰ شَاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَىٰ سَبِيلًا ) سورة الاسراء ٨٤
كتير مننا بيعيش فى اللحظات الحاضرة لا يتذكر ما مضى ولا يتعظ به ولا يرى ما قد يأتى ويعمل به !
معرفتنا بحقيقة نفسنا وخطاياها بتساعدنا فى حسن التعامل مع الناس وبيخلينا أكثر توكل عليه ولجوء إليه
فمن ضعفنا بتقوى علاقتنا بالله وبنقدر نعمه علينا …

ادعو معايا …
اللهم إليك أشكو ضعف قوتى ؛ وقلة حيلتى ؛ وهوانى على الناس…
يا أرحم الراحمين إلى من تكلنى !
إلى عدو يتجهمنى ! أو قريب ملكته أمرى !
إن لم يكن بك علي غضب فلا أبالى !!
غير ان عافيتك اوسع لى ؛ أعوذ بنور وجهك الذى أشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة أن تقوينى وترضى عنى …
ما لنا ألا نتوكل إلا عليك …ولا حول ولا قوة إلا بك.

شاهد أيضاً

كبسولات مهدئة…(الحب مقابل العطاء)…تكتبها رشا صيرة

عدد المشاهدات = 11715  “الحياة موازنة بين العمل والحب ، ومن السذاجة ان نتوقع ان …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.