الخميس , 2 مايو 2024

آليات عُمانية لدعم القيم العالمية في التسامح والسلام والتعايش المشترك

= 2492

Qaboos 3


مسقط: خاص

تُعد منظومة القيم السياسية لأي دولة أحد أهم وسائل تأثيرها في المجتمع الدولي،  إذ تعمل على نشرها والدفاع عنها، خاصة إذا كانت تلك القيم هي من القيم المتفق عليها عالمياً كونها تخدم الأمن والاستقرار وتحض على السلام والتعايش المشترك والتقريب بين ثقافات العالم المختلفة.

ولم تألو سلطنة عُمان جهداً في نشر قيم التسامح والسلام والتعايش المشترك بين مختلف الثقافات، منذ بداية السبعينيات من القرن الماضي وحتى الآن وعلى مدار أربعة عقود وخمس سنوات من ابتكار الوسائل والآليات التي تدعم بها جهود منظمة الأمم المتحدة واليونيسكو في ترسيخ قيمة السلام والتسامح واستيعاب الآخر والتواصل معه من خلال الاتفاق على كل ما هو مشترك، ونبذ ما هو مختلف عليه.  

خمسة آليات

تعمل سلطنة عُمان على توظيف العديد من الآليات لدعم جهود المجتمع الدولي في إقرار قيم السلام العالمي ومن أبرزها:

أولاً: وسائل الثقافة والفن العُماني ومن أهمها دار الأوبرا السلطانية مسقط والتي تحتضن الكثير من العروض العالمية، والتي لن يكون آخرها، احتضانها فن (الزارزويلا) الأسباني الشهير وهو لون فني جديد يقدّم لأول مرة على خشبتها وذلك عبر عرض (تحيا مدريد) خلال الفترة من 13 وحتى 15 من ديسمبر الجاري.

ويأتي تقديم عرض من فن (الزارزويلا) كجزء من نهج دار الأوبرا السلطانية مسقط في تعريف جمهورها بثقافات الشعوب وفنونها التقليدية والشعبية، بما يسهم في جهود التعارف بين الشعوب والتفاهم بين الثقافات.

وفن (الزارزويلا) هو استعراض غنائي أوبرالي راقص، له قصة درامية، إلا أنه يمزج بين الغناء والإلقاء، مع غلبة للاستعراضات الشعبية الراقصة، واهتمام بالأزياء ذات الطابع الكرنفالي وموسيقى (الزارزويلا) غالبا موسيقى مبهجة راقصة، هدفها اضفاء البهجة على الجمهور.

ثانياً: معارض "رسالة الإسلام" والتي تدشنها السلطنة في جميع دول العالم بهدف نشر وتعزيز ثقافة التعايش المشترك والتفاهم السلمي بين الأمم والثقافات وخلال العام 2015 طافت الكثير من مختلف دول العالم. وقد تم إطلاق معرض "رسالة الإسلام" من قبل وزارة الأوقاف والشؤون الدينية  بالسلطنة عام ٢٠١٠م وزار أكثر من 26 دولة وأكثر من 72 مدينة حول العالم حتى الآن ، ويحمل عنوان "التسامح والتفاهم والتعايش رسالة الإسلام في سلطنة عُمان" ويهدف إلى نشر مظلة هذه القيم بين شعوب العالم ، وقد اكتسب المعرض قبولا متناميا في الأوساط العالمية ، وتم التنسيق بشأنه مع عدد من المنظمات العالمية وأهمها منظمة اليونسكو ، والعديد من المراكز الدينية المهتمة بنشر القيم المعتدلة والدعوة إلى السلم والعيش المشترك بين الناس والثقافات والأديان.

وكان من ضمن الشعارات التي حملها المعرض "افعل شيئا من أجل التسامح" والتي تهدف إلى تمكين كل شباب وفتيات العالم من ابتكار الأفكار والأطروحات والتجارب والجهود التي يمكن أن تسهم في نشر ثقافة التسامح في المجتمعات الإنسانية، وتقديمها كمبادرات فردية وجماعية ومؤسساتية يكون لها إطارها العملي في المحيط الذي هي فيه.

وجاء اختيار هذا الشعار إيمانا بأهمية قيمة التسامح في ردم الهوة في العلاقات المتوترة بين شعوب العالم، وتقريب وجهات النظر المختلفة، وإيجاد مساحات مشتركة في أجواء تمكن من الحوار والتفاهم وتحقيق السلام العالمي.

ثالثاً: كراسي السلطان قابوس العلمية والدور الذي تقوم به في عملية التواصل الحضاري، هذه الكراسي تندرج ضمن أطر وآليات وجهود السلطنة في ترسيخ قيم التواصل الإنساني بين مختلف الثقافات الحضاري لما لها من أثر فعال في تنمية المعرفة الإنسانية من خلال استقطاب المهتمين والباحثين والطلاب على حد سواء، وتحفيزهم على البحث العلمي الذي يشكل أساسا للتقدم الحضاري الذي يشهده العالم في مختلف المجالات.

رابعاً: إحياء الدور التراثي الحضاري للسفن العُمانية التي وصلت إلى شرق أفريقيا، إذ يجمع المحللون الغربيون على أن سلطنة عُمان تتواصل مع الآخر من خلال أدوات الدبلوماسية الناعمة، واستخدامها آليات ثقافية مهمة من أبرزها: مشروع سفينة "جوهرة مسقط" التي انطلقت من السلطنة إلى سنغافورة في عام 2010 ومثلت إحدى الرمزيات المهمة للتواصل الحضاري العماني إحياء لذلك البعد التاريخي ومد جسور التواصل مع العالم.

خامساً: دعم السلطنة لكل وسائل الحوار باعتباره الآلية الأنجح لحل مشاكل العالم، واهتمت بفكرة التحالف بين الحضارات والحوار بين الأديان إيمانا منها بأهمية السلام والتعايش بين دول العالم لتوفير التنمية والتطور والتقدم لشعوبها. ولذا انضمت السلطنة  إلى مجموعة أصدقاء مبادرة تحالف الحضارات المنبثقة من منظمة الأمم المتحدة، دعماً للأهداف والمبادئ التي تدعو إليها المنظمة الدولية والمتمثلة في تعزيز وتحسين أواصر التفاهم والتعاون بين الشعوب والأديان والثقافات المختلفة.

إجمالاً يمكن القول أن العمل على نشر ثقافة وقيم السلام والتعايش المشترك بات من الأهمية بمكان في ظل ذيوع وانتشار ثقافة العنف والإرهاب التي لم تسلم منها أي دولة في العالم.

شاهد أيضاً

مشاركة مصرية متميزة في مهرجان الوطن العربي للابداع الثقافي الدولي بصلالة

عدد المشاهدات = 4795   مسقط، وكالات: اختتمت بمسرح مجمع السلطان قابوس الشبابي للثقافة والترفيه …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.