الخميس , 28 مارس 2024

أتعلمون من البلطجي؟

= 1936

بقلم: عادل عبدالستار العيلة

كنت أتحدث مع أحدهم وفجأة قال لي هل تعلم من هو البلطجي؟ فقلت له ماذا تقصد؟ فقال ليس البلطجي فقط هذا الذي يتشاجر في الطريق أو يتهجم على الناس ويسرق ممتلكاتهم أو يقطع طريقا، إنما أيضاً بلطجي وربما أشد منه هو موظف الحكومة الذي يأخذ راتبا ولا يعمل وربما لا يذهب أساس إلى عمله!! ثم أكمل حديثة وقال: ربما هذا البلطجي الذي نعرفه دفعته الظروف إلى السرقة أو إلى تلك الأعمال الإجرامية؟ ربما لقلة تعليمه أو سوء تربيته أو أضطراب شخصيته، صحيح أن كل هذا ليس مُبررا لأعماله الاجراميه إنما يمكن لنا أن نفسرها على الأقل، ولكن ماذا عن الموظف المحترم المتعلم والمتربى لماذا يسرقنى؟ ومن هنا جاءت فكرة المقال ورسالته:
أيها السادة… بلطجي أيضاً هذا الذي يذهب إلى عمله وبعد نصف ساعة يغادره إلى بيته وحجته ( دي حكومة يا عم عادى) بلطجي أيضاً هذا الذي لا يذهب أصلا إلى عمله ورغم ذلك راتبه قائم وربما يأخذ أكثر من زميله الذي يذهب ويعمل ويتعب، بلطجي هذا الذي وقبل حتى ذهابه إلى عمله وجواب (خط السير) في جيبه كمستند إذا سأله أحد لماذا تركت العمل يقول (أنا خط سير).
ذهبت يوماً كي أنهى معاملة لي في إحدى المصالح الحكومية في مدينة بنها، وسألت على الموظفة (قيادية) قالوا لى إنها خط سير، ثم شخص ما هناك أخبرنى إنها فى محلها (محل ملابس) وذهبت لها محل الملابس ووقعت الورقة التى ذهبت من أجلها!!
أليست تلك الموظفة بلطجية لانها ببساطة تأخذ مال الدولة بغير حق، تماماً كما يفعل البلطجى حين يسطو عليك فى الشارع ويأخذ فلوسك دون وجه حق؟!! ولا أحد يقول إن الرواتب ضعيفة وبسيطة إلخ إلخ، هذا كلام باطل فى قضيتنا هذه، لأنه ببساطة هذا الذى يأتى نصف ساعة ثم يغادر الى بيته أخبرنى أنا شخصياً أن لديه كارت (vip) من البنك والذى يعنى أن حامله لا بد وأن رصيده يزيد عن المليون ونصف، إذن هو مليونير فلماذا يأتى الى العمل ويسرقنى، نعم هو سرقنى وسرق حضرتك لأن راتبه هو مال الدولة الذى هو مالنا فى النهاية، تلك القيادية التى ذهبت لها فى محل الملابس وبما أننى من نفس المنطقه التى بها المحل أعلم يقيناً أن إيجار المحل بتلك المساحه التى رأيتها (28000) 28 ألف جنية شهرياً هذا فقط الإيجار إذن فكم دخلها، إذن لماذا تأتى الى العمل وتسرقنى وتسرق حضرتك!!! أليس راتبها هو مال الدولة الذى هو مالنا فى النهاية ايها القارئ الكريم المسروق، ذهبت ذات يوم الى مدير جمعية زراعية لأنهى بعض المعاملات ووجدته مُرتبكا وحين سألته لماذا هو مرتبك قال لى لأنه منذ عشر سنوات لا يأتى الى العمل ويتم التوقيع لى فى الحضور والانصراف لكن علشان أقدميتى تم تعينى مديرا للجمعية (تخيلوا لم يذهب الى العمل منذ عشرسنوات او كما قال هو (أنا بتاع فراخ يحطونى مدير له (هو صاحب مزرعة دواجن) طبعا هو كان حزيناً لانه وهو مدير سيضطر أن يذهب الى العمل كل يوم بل والاكثر من ذلك خراباً من وجهة نظرة إنه سيظل حتى الساعة الواحدة ظهراً!!!! وسؤالى أيضا صاحب مزرعة دواجن لماذا يأتى الى العمل يسرقنى ويسرق حضرتك؟!! بالله أسال أليس هذا هو بلطجى أيضاً؟!!!
أيها السادة… كل هؤلاء من وجهة نظري بلطجية لا يفرقون شيئا عن البلطجي الذي يسطو عليك في الشارع، بل هم أخطر وأكثر ضرراً، لان البلطجي على الأقل معروفا إنه بلطجي ومعروف إنه غلط ومرفوض من الجميع شخصاً وسلوكاً، فلن يفتن أحدا فهو غلط ومعروف إنه غلط، إما هذا الموظف فهو خطر لأنه يسرقك في الصباح ثم تجده يأمر الناس في صلاة العصر، يسرقك في الصباح وربما يسرقك مجدداً حين يبيع لك شيئا من محله أو تجارته!!! ما هذا الذي يحدث أيها السادة؟ كيف لمثل ذلك مجتمع أن ينمو ويتقدم ويرتقي؟!! كيف كمثل هؤلاء أن يسيروا بيننا وكأنهم لم يفعلوا شيئا!! يا فندم حضرتك حرامى وبلطجى سرقت مال الدولة الذى هو مالنا… أكرر يا افندم حضرتك حرامى وبلطجى لا تختلف في شئ نهائياً عن بلطجى الشارع بل والله أنت أشد خطرا وضررا.
أخيراً… رسالتى الى الحكومة… نرجوكم مثل هؤلاء لا يجب أبداً أن يكونوا على رأس عملهم بعد اليوم… هل من المعقول أن هؤلاء نتحمل نحن غياب ضمائرهم؟
(حفظ الله مصر من شر هؤلاء… وحفظ أرضها وشعبها وجيشها وأزهرها)

شاهد أيضاً

د. عائشة الجناحي تكتب: كلمات تأسر القلوب

عدد المشاهدات = 16 ما زلت أتذكر كلمات إحدى السيدات الإيجابية المرصعة بالرقي والتي ستبقى …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.