قَبل أن نَبدأ دَعونا نَتفق أنك إن فتشت اليوم في أنقى القلوب وأطهرها فلن تَجد ..كقَلب فَدوى ..
تَحكي الأُسطورة أنه في قَديم الزَمان كانت هُناك فَتاة تُدعى فَدوى طَيبة القَلب شَديدة النَقاء تُحب الخَير والحياة مُبتسمةٌ دَائمة الإشراق .. وكان في مَدينتها مَلكٌ يُشهد له بالصَلاح و الفَلاح يَغدق بالرحمة والمَحبة علي الجميع إلي أن مَرض ولده الصغير مَرضاً شَديداً وأخبرة الحكماء أنه لن يُشفى إلا إذا أُستبدل قَلبُة بَقلبٍ آخر ..
هُنا دُهش المَلِك مما يَقول الحَكيم كَيف هذا وَمن سَيقبل أن يُضحي بَقلبه ؟
ولو من أجل طفلٌ صَغير..
بادره الحكيم قائلاً بأن هُناك فَتاة تُدعى فَدوى تَسكن عِند النَهر تَعطف على الجميع وتَجود بكل شئ وإن طَلبنا قَلبها من أجل إنقاذ طفل صَغير فَسوف تَقبل ..
تَعجب المَلك مِما قال الحَكيم وزادت دَهشته أكثر حِين جاءه الحَكيم يُخبره بأن فدوى قَد عَلِمَت بَطلبهم وأنها وافقت أن تَمنح قَلبها للولد الصَغير ..
ولكن كان لفدوى طلبٌ صغير هو أن يَحدث ذلك في مُنتصف الليل وحين يُضئ القمر أسفَل النَهر .. وافقها الحكماء ..
وحين شَق الحَكيم صَدرها .. فوجئ بنورٌ هائل يَفوق نُور القَمر يَخرج من صَدرها !
إبتعد يداري عَينيه عن الضوء وهو في دَهشة مِن شئ لم يُشاهده من قبل .. ثُم تَشجع وتقدم حَيثُ خَطر له أن يقطع قطعةً صغيرة فقط من قلبها ويدفنه بالأرض .. عله يطرح قلباً ..
وفي الصباح .. كان الحكيم والملك وفدوى وكل من بالبلدة الصغيرة ينظرون بدهشة وفي صمت يلتفون حول شئ في الحديقة كان هذا الشئ هو .. قلبٌ قد نَبت بالحديقة .. قلبٌ يشبه .. قلب فدوي !
جري الحكيم مسرعاً لأنقاذ الولد الصغير وأستبدل قلبه ..
ذاع الخَبر في أرجاء البلاد فكان كُلما مَرض طفل صغير وإحتاجوا إلى قلب زرعوا جزءاً من قلب فدوى !
وتقول الأُسطورة .. إنك إن وجدت اليوم في قَلبك حباً وعطفاً وإشراقاً فاعلم .. أن قلبك قَد كان يوماً ما ..
جزءاً من قلب فدوى!