—
ناعمة.. ساحرة.. هادئة.. وقعت في غرامها بإرادتي.. رافضا الافتكاك من هذا الإحساس الجميل الذي انتفض له قلبي ربما للمرة الأولى..
بشوق العمر مددت يدي لتحتضن يدها.. طالما انتظرت هذه اللحظة.. وأيضا هربت منها كثيرا..
كنت أعلم أن الاقتراب منها سيفجر براكين الحنين المدفونة في قلبي.. قاومت ثم استسلمت راضيا سعيدا باللقاء الأول..
فضحتني عيناي.. زادت نبضاتي لكن سريعا لملمت مشاعري المبعثرة على أعتاب عينيها العسليتين..
اجتاحني الشوق.. زلزل كياني.. تمنيت حينها أن أكون طائرا لأحلق بحبها في السماء..
صمت ثم تمردت وحطمت هذه القيود التي طالما أبقتني في مقاعد الراحلين عن بساتين العاشقين..
تخطيت حاجز الخجل واقتربت بحذر .. فشلت فهربت نظراتي تعانق السحاب.. وقلبي يخفق بصمته المسموع الذي كاد يمزق أضلعي من رعشة الحب..
بنظرة الشوق ذاتها احتضنتني.. في عينيها مرت ذكريات العمر كلمح البصر.. ترجيت اللحظات أن تتوقف لكنها مثل كل شيء جميل يرحل سريعا..
فجأة وبينما قرر قلبي أن يعترف لها بحبي سمعت صوتا أجش في مكبر للصوت في محطة الانتظار يقول : “على السادة المسافرين الاستعداد فقد حان موعد الإقلاع “.
عدت منكس الرأس مهزوم الإحساس.. لم أشعر بالزحام ولا بضجيج الناس.. لكن كان بداخلي قناعة بأن ذلك مصير من ارتضى للمشاعر والأحاسيس الصادقة أن تداس..
انتظرت رسالة المساء التي ترسلها كل ليلة مع باقة ورود.. مرت الليلة طويلة حزينة بدونها..
وقبل ظهور أول خيوط الصباح.. بعثت برسالة وداع : “الحب يصنع المعجزات.. ويتحدى الظروف وقسوة الأيام ويطبب الوجع والآلام.. تمنيتك واقعا لكنك تصر أن تبقيني طيفا يمرق سريعا كالأحلام.”