السبت , 27 أبريل 2024

نورهان إبراهيم تكتب: زاوية واحدة..!

= 1241

مِن المؤسفِ حقاً أَن وسِيلةَ التواصلِ الاجتماعِي بدلاً مِن أن تَجعلَ الجميعِ في حَالةِ تواصلٍ وودٍ ، جَعلت بَعضَ المجتمعِ يَحقدُ علي البعضِ الآخرِ مِن خِلالِ الصُورِ التي يَتمُ نشرَها عَبرَ الفِيس والانستجرام وحالاتِ الوتس آب ، الذي يكون تعليقُك عَليها سراً هو : زارَ أربعةَ بلادٍ أوروبية ولازالَ تَحتَ العِشرينِ وأنَا آخر زيارةٍ قُمت بها كانت لخَالَتِي ، أرأيتم هذه المومياءَ الحيزبونَ لم أرَ في جمالِ شريكِها فكيف تزوجها إذن؟ ، تعالوا لكي تروا هذه الملعُونة لم يهزمها فِراقُ أخي ولكن سُرعان ما استعادت بريقَها وأشعلَت النارَ بنجاحِها…..

يا إلهي يالهُ مِن محظُوظٍ تُوفي دون سابقِ مرضٍ بل و يومَ الجمعةِ ، استيقظ وانظر هذه هي الهَدايَا سيارةٌ (عالزيرو) وليست سلسلةً من فضةِ ، وأصبَحتَ تنظُر لهم وكأنهُم يحييون في الجنةِ وأنت الوحيدُ الذي كُتبت له النارُ، وأصبح شيطانُك يصورُ لك أنك الأحقُ بما يمتلكوه من جمالٍ ، ومالٍ ، وأطفالٍ، شريكِ مثالي ، ونجاحٍ ، وعلمٍ ، وموهبةٍ ، وسلطةٍ أو عائلةٍ فأصبحت غيرَ راضٍ عن أقدارِك ؛ مهملاً نفسك وحياتَك ومتابعاً جيداً لأخبارِهم وحياتِهم ، ولكنك لم تعلم أن وراءَ كلِ صورةٍ حكايةً ، وقصةً لا تطيق أن تعيشَها لحظةً..

عزيزي أنت فقط تري الصورةَ من زاويةٍ واحدةٍ وسرعَان ما تقعُ عينَاك علي مايَنقُصك ، ولكنك أيضاً لا تعلم حجمَ ماينقصُ غيركُ ، نعم اعلم أننا بشرٌ وقد نصيبُ وقد نخطئُ ، ومن حقِ الجميعِ أن يحيا حياةً كريمةً ، ولكن يجب أن تعلمَ أيضاً أن ما من أحدٍ كاملٍ ،تتمني وتشتهي أحياناً حياتَهم لما تبديه الصورةُ من جمالٍ زائفٍ ولكن إن علمت أن هذا الشاب سافرَ إلى أربعةِ بلادٍ من أجلِ إجراءِ إشاعاتٍ لمرضِه غيرِ المعروفٍ سببُه ، وهذا الوسيم أُصيبَ بسرطانٍ وهذه المومياء الحيزبون هي من تساندهُ رحلةَ علاجِه ، والمرأةُ الناجحةُ اللامعةُ الآن عاشرَت مَن هُم بالقاعِ سابقاً فأصبح اليومَ علي القمةِ ، وهذه السيارةُ الجميلةُ انقلَبت وتُوفي من بداخلِها ، فهل الآن اتضحت الرؤيةُ ؟ وأكتملت الصورةُ!

فكيف أصبَحَت نفوسُنا هشةً وضعيفةٌ لهذة الدرجةِ ولِماذا لم ينطِق البعضُ ماشاءَ اللهُ علي فورِ رؤيةِ كُل نعمةٍ لَديهِ أو يمتلِكُها غيرهُ، هل ضعفُ الإيمانِ يجعلُنا لا نُبصر نعمَ اللهِ علينا ونحنُ غارقُون في الأصلِ بها ، فإن وَصلَ بكَ الأمرُ وأصبحتَ تحسُد البعضَ علي اسم المُستشفَي المحجوزِ بداخلِها وعلي فِراقِه للحياةِ يومَ الجمعةِ ، فراجِع نفسَك ، وفِر للتقربِ من اللهِ عَسي أن يهديِك سواءَ السبيلِ ، وتذكَر أنك أيضاً أن لك صُورةٌ وضعيفٌ آخرٌ يراها من زاويةٍ واحدةٍ.

شاهد أيضاً

إنجي عمار تكتب: قبل ودبر..!

عدد المشاهدات = 6236 قبل ودبر بضم الحرف الاول من كلتا الكلمتين. كلمتان بينهما تضاد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.