الجمعة , 26 أبريل 2024

همسات نفسية .. حوار مع زوج (2-3)

= 4898

(الزوج ذو الشخصية الأبوية)

بقلم: عادل عبدالستار

قلت فى المقال السابق إن أغلب المشكلات الزوجية التى تُعرض على الاستشارات الاسرية تحضر الزوجة وحدها دون الزوج ، ودائما نسمع من الزوجات أن حضور الزوج لمثل تلك الجلسات أمر يُقارب المستحيل إلا من رحم الله ، لذلك كانت فكرة المقال ( أذا لم يحضر الزوج لنا نذهب نحن إليه عبر سطورنا ) واليوم نتحدث عن مشكلة تشكو منها كثيراً من الزوجات.

وهى أن الزوج لا يُعبر لها عن مشاعره تجاهها ، فهو جاف فى مشاعره على الرغم من إنهم يقولون انه جيد ويحترمنى ويقدرنى ويرعانى وعلاقته جيدة بأهلى إلا إنه لا يبادلنى المشاعر … فلا يقول لى بحبك ، وحشتينى ، لا يُغازلنى ، حتى فى المناسبات مثلا لا يشعرنى بها ، كعيد زواجنا ، او عيد الحب وما الى ذلك ، حتى حين أغضب منه لا يأتى يصالحنى مباشرةً ، إنما بطريقه غير مباشرة.

أخبرتنى إحدى الزوجات …أن زوجها أذا أراد أن يصالحها ذهب وأشترى لها شيكولاته ويأتى فيضعها أمامى ، ولكن دون حتى أن يقول لى اتفضلى ، أو انا جبت دى علشانك ، إنما يضعها امامى وفقط ، نعم اعلم انه جاء بها كنوع من الصلح ولكن هذا لا يكفينى أحيانا وفهل كثير عليه أن يعطيها لى فى يدى مثلا ، يا سيدى أنا بشر وهو لن يخسر شئ اذا ابتسم فى وجهى واعطانى الشيكولاته حتى بدون كلمة آسف ، ابتسامته كانت ستكفينى.

أيها السادة .. فى هذا الامر سوف أبدأ حديثى إلى الزوجة أولاً:

سيدتي: لقد أشار الطب النفسى الى أن شخصية الازواج تنقسم إلى ثلاث شخصيات … الزوج ذو الشخصية الابوية ، والزوج ذو الشخصية الطفولية ، والزوج ذو الشخصية الراشدة.

الشخصية الابوية: وهى التى نتحدث عنها اليوم …هى شخصية تحمل صفات الاب الذى يهتم بكل شئ خاص بأسرته … ودايما يسأل على كل التفاصيل ، ناقصكم شئ ، الولاد راحوا المدرسة ، رجعوا من المدرسة ، ذاكروا ، فيه شئ ناقص فى البيت ، ينزعج جدا لمرض اى فرد من افراد اسرته وهكذا … و يرى إنه هكذا يعبر ويترجم الحب الذى داخله لزوجته وأبنائه … ولا يهتم كثيراً للتعبير عن مشاعره بالكلمات مثل بحبك .. وحشتينى .. إلخ .. تلك هى نمط شخصيته وعليك سيدتى أن تتفهمى هذا ولا تغضبى … عليك أن تعيشي الحب فى اهتمامه بك ، وتتنفسى العشق فى رعايته لك .

ايها الزوج الأبوي… نتفهم تماماً نمط شخصيتك .. ونقدر تماماً ما تقوم به … ولكن عليك يا سيدى أن تتفهم البنية النفسية للمرأة… وأن المرأه فى بنيتها النفسيه ترغب دائما أن تعيش الحب المٌترجم بعبارات وكلمات ، فعليك أن تراعى هذا الشئ ، فلا مانع ابداً أن تتغزل فيها ..و أن تُسمعها بعض الكلمات ، عليك أن تراعى تلك المناسبات، ربما تراها انت انها امر بسيط او حتى سخيف ولكن هى ترى الامر عكس ذلك ، فوردة تحضرها لها ربما كانت عندها اهم من رعايتك لها شهراً كاملاً ، هكذا هى بنيتها النفسية …

وكثير من الزوجات يشتكين من تلك النقطة رغم مدحهن فى الزوج … وربما اسمع بعض الازواج الان يقولوا أنا لا استطيع ان اقول مثل تلك الكلمات … انا مش روميو ولا مهند … واقول له … سيدى نحن لا نحملك اكثر من طاقتك …فيكفيها بعض الكلمات الرقيقة اللطيفة …يكفيها رسالة ترسلها لها وانت فى عملك …

يكفيها وردة بسيطة تحضرها معك عند عودتك للبيت …هي أمور بسيطة تستطيع أن تقوم بها ولكن عليك أن لا تهملها أبداً… لانه عليك أن تُشبع الجانب الوجدانى فهو امر فى غاية الاهمية ، قالت لى إحدهن الامر مش أكل وشرب وبس ما الحيوانات بتاكل وتشرب !!

ولكن على الزوج أن يغزو وجدان زوجته وعقلها ، عليه أن يملأ العقل والقلب ، عليه أن يحتل كل حواسها ، فالزوج للزوجة يجب أن يكون نهر الحب وشلال الحنان وجدران الامان ورافد الرعاية والاهتمام.

(حفظ الله أسرنا وبيوتنا .. حفظ الله مصر .. أرضاً وشعباً وجيشاً)

——————–
* ممرض بالطب النفسي.

شاهد أيضاً

د. عائشة الجناحي تكتب: لو كان خيراً

عدد المشاهدات = 3391 ألطاف رب العالمين تجري ونحن لا ندري، فكل شر يقع بنا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.