—
عندما علمت بعوده أبى لمنزلنا أسرعت لألقى نفسى بين أحضانه وكدت من شوقى أن أطير
وجدته محمولا على الأعناق فتراجعت وإلتزمت الصمت يظنون أنى لا أعى شيئا لسنى الصغير
آلا يعلمون أن الطفل يشعر أكثر منهم ويتنهد بداخله الآه
عندما يرى أبيه يدخل بيته جثه وروحه أصبحت فى زمه الله
وحينما نطق لسانى مع طفل مثلى لماذا أبى أنا من رحل وأبيك مازال موجود
ظنوا أنى أمزح معه ولكنى تأخذنى الدهشه مازلت لا أعى شيئا عن الحياه والموت
كل ما أفهمه كطفل أنى فقدت أبى للأبد وحتما سنواصل بعده حياتنا
يظنون أننى لا أدرك مدى المآساه اللتى حلت ببيتنا وأرواحنا
يتألمون أمامى ويبكون وأخرين يقومون بالتحضير لمراسم الجنازه والدفن
أعى بداخلى كل شئ وأراقب وأخبئ حزنى وفهمى أنى سأحيا بدون أب
ومرت أعوام وسنين أشتاق كل ما يملكه من حنان وقوه لا أحد يستطيع ملئ مكانه
أشتاق ضعفه أمامى رغم نفوذه أشتاق أنفاسه وضحكاته فتغير الزمان ليس كزمانه
وحينما فرض الواقع كلمته وجدت نفسى وحيدا ورأيت الدنيا على حقيقتها
تحاربنى وتنتهك أحلامى وتبقى مع غيرى على طبيعتها
إشتقت وبكيت وأيقنت أنها تفعل ذلك بى دون غيرى
لأنى أحيا بدون والدى سندى وروحى وقره عينى
تذكرت كلمه لأمى عندما رأت دمعه بعينى حينها وأنينها لا يسعه الكون
تحذرنى من زياده دموعى وحزنى بعد ذلك بدونه وتحثنى إما أن أكون أولا أكون
وتنصحنى هى الاخرى أنها ليست باقيه لى طول العمر
ولكن الباقى هو عملهم وعملى وبدونهم يبقى لى الرب