الجمعة , 26 أبريل 2024
السلطان قابوس بن سعيد

التراث العُماني رافد محوري للبناء والتنمية بالمزاوجة بين الأصالة والمعاصرة

= 1981

مسقط، خاص:

يشكل الاهتمام بالتراث والموروث والعمل على رعايته وترقيته ليتماشى مع العصر الحديث، واحدة من مرتكزات البناء والتنمية في أي دولة، فالتنمية الحقيقية لا تتم بمعزل عن الموروث والقيم المتوارثة التي يعاد النظر فيها لكي تواكب اللحظة الراهنة دون أن تفقد جذورها وقدرتها على أن تشكل مصدر ورافد للنماء والإنسانية.

وقد أدركت سلطنة عُمان مبكراً التأثيرات الايجابية والانتاجية للتراث والثقافة، فانتهجت أسلوب المواءمة بين التراث والعصرنة، ووضعت سياسات وآليات تأخذ بالأساليب والأنماط العصرية الحديثة، ولكن ليس على حساب التراث والهوية، مع الأخذ من التراث ما يناسب متطلبات العصر والحداثة، والاحتفاظ بما لا يتناسب في الذاكرة الشعبية.

وإدراكاً منها لأهمية وقيمة التراث، بذلت السلطنة جهودا حثيثة واتخذت خطوات عملية في سبيل الحفاظ على التراث، وإعادة تأصيله وإحيائه في الذاكرة الجمعية للشعب العماني، مع الحرص الشديد على ربط الحاضر بالماضي، وتجلى الاهتمام العُماني في العديد من الخطوات التي عكست بُعد النظر والفكر المستنير للسلطان قابوس بن سعيد سلطان عُمان، من بينها إنشاء وزارة تُعنى بالتراث والثقافة وهي “وزارة التراث والثقافة” وتخصيص عام للتراث، وإقامة ندوات خاصة بالتراث الثقافي ومهرجانات شعبية، وتسجيل تجليات هذا التراث في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو).

ولم تتوقف حركة الاهتمام العُماني بالتراث، فلا تزال وتيرتها مستمرة وبما يتناسب مع التطورات التقنية الحديثة، وتمثل ذلك في اعتماد هيئة مجلس البحث العلمي لوثيقة إنشاء البرنامج الاستراتيجي حول التراث الثقافي، حيث يهدف البرنامج إلى المساهمة في تعزيز الجهود المبذولة في السلطنة لدراسة ورصد التجليات المادية والمعنوية للإرث الثقافي، بغية المحافظة عليه ودعمه من ناحية والمساهمة في تطويره بما يتناسب والرؤية المستقبلية الوطنية.

انطلاقا من هذا الوعي فإن إقامة المهرجانات التراثية في السلطنة والاهتمام الذي تلاقيه من قبل الحكومة والمجتمع، يعتبر جانبا مشرقا في سبيل غرس معاني التراث الأصيلة في المستقبل وتمريرها للجيل الجديد، بحيث يكون مدركا وعارفا لماضي الأجداد والمعاني التي تشكلت عبر القرون، حيث إن التراث يعبر عن فكرتين: واحدة تتعلق بالتعامل مع القيم الفكرية والمعاني الذهنية، وأخرى تعبر عن التعامل مع الموارد المادية للمكان والبيئة، وكيف يمكن أن يعاد إنتاجها لتكون سلع وصناعات ذات دور نفعي.

ولا شك أن المهرجانات التراثية التي تقام في ربوع سلطنة عُمان بجميع المحافظات وعبر فترات متفاوتة، تهدف الربط بين الأمس واليوم؛ استشرافا للمستقبل عبر المناشط التقليدية والشعبية.

يبقى الإشارة إلى الدلالات الأخرى المتعلقة بالتراث والثقافة، أي ما يتعلق بالاقتصاد وتنمية المجتمعات والسياحة، كل هذه المجالات تعمل في اتصال واحد، فالمهرجانات الثقافية لها انعكاس في تعزيز الحركة الاقتصادية والسياحية، والعمل على ربط المجتمع المحلي بالاقتصاد الحديث ومن ثم تحويل الموروث والتراث إلى قيمة إنتاجية داعمة للاقتصاد الوطني.

شاهد أيضاً

الاثنين القادم .. الشورى العُماني يناقش مشروع قانون الإعلام والسياسة الإعلامية

عدد المشاهدات = 8114 مسقط، وكالات: يستضيف مجلس الشورى العُماني الاثنين المقبل الدكتور عبدالله بن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.