السبت , 27 أبريل 2024

عادل عبدالستار يكتب: السترات الصفراء..!

= 1422

لم تعرف فرنسا منذ ثورة “الحرية والإخاء والمساواة” عنفا كالذي تشهده الآن. دهشة العالم من هول ما رأى من حجم التطاول الهمجي على المرافق السيادية والرموز الحضارية بما فيها المعالم الباريسية الأيقونية كقوس النصر مثلا … فلقد شهدت العديد من المدن الفرنسية وخصوصا باريس منذ يوم ١٧ نوفمبر الماضى وحتى اليوم مظاهرات عارمة قادتها مجموعات أطلق عليها «أصحاب السترات الصفراء» احتجاجا على زيادة بعض أنواع الوقود…. وقد قررت الحكومة الفرنسية تعليق الزيادات لمدة ستة شهور، وهو الأمر الذى يعنى أن المتظاهرين فرضوا كلمتهم على الحكومة، على الرغم من أنهم اعتبروا هذا التراجع غير كاف، وطالبوا بالمزيد الى ان وصلت طلباتهم الى استقالة الرئيس.

وكان سبب كل تلك المظاهرات والاحتجاجات هى أن الحكومة الفرنسية قررت زيادة الضريبة على الوقود خصوصا الديزل بنحو ٧ سنتات لكل لتر ونصفها للبنزين، ومبرر الحكومة لتلك الزيادة ..أنها تريد أن يتكيف المواطنون مع البيئة النظيفة وحماية المناخ، بتقليل استهلاك الوقود الأكثر تلويثا للبيئة.

فى يوم ١٧ نوفمبر الماضى نزلت مجموعات من أصحاب السيارات والحافلات التى تستخدم هذا النوع من الوقود، وقد ارتدى بعضهم سترات صفراء، لأن القانون الفرنسى يلزم أى سيارة تتعطل أن ينزل منها قائدها ويركنها جانبا، ويرتدى هذه السترة الصفراء حتى يجذب أنظار السائقين الآخرين والشرطة كى يقدموا له المساعدة. ومن هنا جاءت فكرة السترات الصفراء ..او لماذا كانت السترات الصفراء على وجه الخصوص .

ايها السادة ….

١ / إن المتأمل فى مظاهرات فرنسا وهى بلاد النور يتضح له إنه دائما حين تقترب الحكومات من قوت الشعب يصبح الامر خارج التوقعات العاديه ، بصرف النظر عن نوعية الشعب سواء كان راقيا ومستنير او كان جاهلا وفقير .

٢ / لعل من أكثر الأمور خطورة، ما تداولته وكالات الأنباء من فيديوهات ظهرت فيه أعلام دول عربية وهتافات “دينية مسيسة”و أن مشاركة الشباب الفرنسي من ذوي أصول عربية مسلمة أو شرق أوسطية وفيهم من هو فرنسي من الجيل الثاني من المهاجرين ومنهم مقيمون شرعيون وغير شرعيين بمن فيهم من فرّ حديثا من بلاد ) العرب (تحديدا من ضحايا “الربيع العربي” و تورط بعض تلك الفئة بأعمال التخريب الحالية في الضواحي الباريسية، بعثوا الحياة مجدداً وعلى نحو أكثر عنفواناً بالتيارات الداعية إلى وقف “أسلمة” أوروبا والتمييز بين المهاجرين وحتى السواح على أسس دينية.

ولقد صرحت بولندا صراحة على لسان رئيس وزرائها ماتيوش مورافيتسكي: لا نريد مهاجرين من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. و في تصريحات توضيحية لاحقة صادرة عنه وعن تيارات وطنية محافظة أخرى، قال بلغة أقل دبلوماسية: لا نريد مهاجرين مسلمين، لاحظوا لم يقولوا إسلاميين بل هكذا وبصراحة مسلمين!!! … على الرغم ان كل شرائح المجتمع الفرنسى كانت مشاركة فى المظاهرات والاحتجاجات !!

٣ / اتفق الجميع هناك حتى المعارضه ان التخريب والسلب والنهب الذى حدث هو أمر غير مقبول ومرفوض من الجميع .

٤ / السؤال الاهم الان ..هل ستنتقل تلك العدوى الى دول اوروبيه اخرى .. ام سيبدأ الامر وينتهى فى فرنسا ؟

٥ / حتى وإن لم تنتقل تلك الاحتجاجات الى دول اخرى ولكنى اثق انه سٌتاخذ فى الاعتبار حين يفكر صناع القرار فى اخذ قرارات مثل تلك التى اخذها
ماكرون.

٦ / لم نسمع ابدا طول فترة المظاهرات والمستمرة حتى الان ، من خرج وشكك فى نوايا المتظاهرين .. او أنهم مدعومين من جهة معينه … إنما الجميع متفهم الامر وعلى رأسهم الاعلام … فلم يخرج علينا من يٌخّوٌن او يٌشكك .

إن على صناع القرار أن يفكروا جيدا وطويلا قبل الاقتراب من قوت العباد .

(حفظ الله مصر ….ارضاً وشعباً وجيشاً)

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: فجوة بين الشباب ورجال الدين

عدد المشاهدات = 5186 منذ فترة طويلة وانا اشعر بوجود فجوة عميقة فى العلاقة بين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.