محمد معاذ
يتساءل كثيرون حول سر الحقيبة الجلدية السوداء التي تتبع الرؤساء الأميركيين المتعاقبين كظلهم أينما ذهبوا، وقد كشفت صحيفة بيزنس أنسايدر الأميركية أن هذه الحقيبة ما هي إلا مخزن للأسرار النووية التي تسمح للرئيس باتخاذ قرار بتوجيه ضربة نووية في أي مكان يتواجد فيه.
ويطلق على الحقيبة السوداء تسمية "كرة القدم النووية"، وتحتوي على عناصر سريّة تعطي الرئيس إمكانية التعامل مع أي تهديد محتمل للأمن القومي، عبر توجيه ضربة نووية خلال دقائق، حتى لو كان الرئيس بعيداً عن مراكز القيادة الثابتة ومن بينها غرفة عمليات البيت الأبيض.
وعلى الصعيد الرسمي، يشار إلى الحقيبة السوداء الغامضة بـ "حقيبة الطوارئ الرئاسية"، وعادة ما يحملها أحد كبار المساعدين العسكريين الخمسة للرئيس، وتكون بالمتناول بشكل دائم تحسباً لأي طارئ بحسب صحيفة بيزنس أنسايدر الأميركية.
ويقول المدير السابق للمكتب العسكري في البيت الأبيض بيل جولي، إن هذه الحقيبة لا تحتوي على الزر الأحمر لإطلاق الصواريخ النووية، بل تضم عناصر أربعة رئيسية للتعامل مع حالات الطوارئ.
هذه العناصر عبارة عن 75 صفحة من الكتاب الأسود، تتضمن خيارات توجيه ضربة نووية انتقامية وهي مطبوعة بالحبر الأحمر والأسود، وكتاباً آخر يضم قائمة بالمواقع السريّة التي يمكن أن يلجأ إليها الرئيس في حالات الخطر، بالإضافة إلى مجلد مانيلا الذي يحتوي على 10 صفحات من إرشادات تشغيل نظام بث الطوارئ، وبطاقة الرقم القياسي مع رموز المصادقة.
وفي بعض الأحيان يبرز هوائي صغير من الحقيبة، يوحي بوجود معدات اتصال وأجهزة أكثر تعقيداً بداخلها، ويخضع الضباط المكلفون بحمل الحقيبة السوداء لتدريبات تؤهلهم لمساعدة الرئيس على إدارة أي هجوم نووي خلال دقائق قليلة.
الجدير بالذكر أن مفهوم "حقيبة الطوارئ" الرئاسية ظهر للمرة الأولى في عهد الرئيس جون كينيدي، إبان أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962، وذلك بعد أن رأى ضباط الأمن القومي أنه من الضروري أن يتمتع الرئيس بإمكانية الوصول غير المحدود إلى خطة الحرب النووية.