حياتي اليوم صحيفة إلكترونية يومية
—
بقلم: عادل عبدالستار
سألنى إبنى اليوم عن أمى ….. وكون السؤال كان هكذا دون مقدمات فقد تحركت كل مشاعري تجاه أمي دفعة واحدة ، وحين وجدنى إبني صمت قليلا .. فأعاد سؤاله مرة أخرى … فقلت له:
إن امى رغم انها رحلت منذ عقد من الزمن ولكنها كانت وستظل أيقونة حياتى ،كانت وستظل ذلك النور الذى استمد منه إستنارة عقلى ، فلقد تعلمت منها الكثير والكثير والذى ساعدنى كلما هبت عاصفة من عواصف الحياة
علمتنى أن الاخلاص أساس النجاح والقرب من الله يساوى كل شيئ
علمتنى إنه يجب أن احرص على بقائى على قيد الانسانية أكثر من حرصى أن أبقى على قيد الحياة
علمتنى أنه أعظم شئ أن يعيش الانسان بين الناس بالحب والسلام ومكارم الاخلاق
علمتنى أن ابقى دائماً على قيد الأمل كى اهزم به الالم وان ابقى على قيد الرجاء كى أقهر به اليأس
علمتنى أن ابقى مبتسماً لان الابتسامة تصنع الامل
علمتنى أنه ليس مهم ضياع أحلام صغيرة مادام هناك حلم كبير مازال فى الامكان
علمتنى ما قاله الشافعى :رأيى صواب يحتمل الخطأ ورأى غيرى خطأ يحتمل الاصواب (قالت لى هذا بمفرادات مختلفه ولكن بنفس المعنى )
علمتنى ما علمه لى أستاذى طارق السويدان فيما بعد ، أن على الانسان أن يصنع الفرصة ويكون جاهزاً حين تأتى له الفرصة
علمتنى حين سافرت أن السفر والغربة ليس غاية ولكنه وسيلة وأن دفء الوطن لن يعوضه اي مال ، فالوطن هو ذلك الحضن الذى معه تشعر بالحياة
علمتنى أن الاسرة هى وطنك الصغير فواجب عليك حمايتها وإحترام أفرادها والبذل من أجلها
علمتنى أن من يُهين إمرأة هو ذكر لم تكتمل رجولته بعد
علمتنى أن التعليم سيُهذبنى ووقتها لم افهم قصدها ولكن علمت بعد ذلك أن المعرفة تصنع المفهوم ..والمفهوم يصنع السلوك .. والسلوك هو ما تراه الناس من الانسان على الارض
علمتنى أن التدين الاجوف لا قيمة له ، فهو يُفسد حيث أردت الاصلاح ويهدم حيث أردت البناء
رحلت أمى ورحل معها الدفئ والامان وشلالات الحنان ووخزنى شعور الوحدة ، رحلت ولكن بقى ما تعلمته منها فسيظل هو النهر الذى اشرب منه والنور الذى يستنير به عقلى وسيظل ما تعلمته منها رافد من روافد المعرفه التى شكلت وتشكل وجدانى …فباقة ورد لك أمى.. وأدعو الله أن يغفر لك ويرحمك .. وكذلك كل الامهات.
