الجمعة , 26 أبريل 2024

عادل عبدالستار يكتب: حديث الى الشباب!

= 1815

قٌدر لى ان اجلس مع أحد الاصدقاء أمس وقد نجح أبنه فى الثانويه العامة وظل يتحدث عن انه يريد أبنه أن يدخل كذا او يدخل كذا ، وحين سألته عن أبنه نفسه ماذا يريد او ماذا يرغب ؟ نظر لى بأندهاش وقال أنا اعرف مصلحة أبنى أكثر منه !! حينها تذكرت الكم الهائل من الشباب الذى اراه كل يوم فى الكافيهات وامام شاشات التيلفزيون بلا عمل وبلا هويه ، وسألت نفسى ألم يكن لهؤلاء ايضا اباء تعرف مصلحتهم اكثر منهم ، ومن هنا جاءت فكرة المقال ، وهو حديث للشباب….واقول
أولاً …. إن الحديث مع الشباب وعن الشباب وإلى الشباب، مٌحبب إلى النفس قريب إلى القلب، وكيف لا وهم كما قال أبوالعتاهية رائحة الجنة، وأيامهم خير أيام الحياة،
وهم أكبر مظاهر القوة، وأكبر مظاهر الإنسانية، وهم في الأيام كالربيع في الزمان،
وقد تغنى الشعراء يوم كانوا شباباً، وبكوا علي أيام الشباب يوم حرموا منه
و في سن الشباب ينعقد الإنسان، ويتحدد قالبه، ويرسم خطة نجاحه وفشله،
وليس له بعد الشباب إلا تنفيذ ما رسم، واستقبال ما قُضِي وقدر، وهل بعد صب العجين في القالب إلا التصلب ، أو هل بعد استكمال المقدمات إلا النتائج ، أو بعد انتهاء فصول الكتاب إلا الخاتمة
ولكن للأسف يخطئ كثير من الشباب فيصب نفسه في قالب غير القالب الذي يناسبه، او يترك نفسه للظروف او الاقارب والاصدقاء يرسمون هم لوحة مستقبلهم
لذلك لابد وان تكون نقطة البداية في حياة الشباب هي دراسة نفسه… ومعرفة مواضع نبوغه… ومواضع ضعفه… واختيار العمل الذي يعمله ويناسبه ، ونوع الدراسة التي تناسبه ، وتحديد الغاية التي ينشدها ، ولن يستطيع أي عالم ، أو مرشد ، أو ولي أمر.. أن يستكشف موضع النبوغ في الشاب كما يستطيع الشاب نفسه… فنفسه بين جنبيه هو أقدر على أن يقيسها ويقيس اتجاهاتها،
وعلى الشاب أن يبني نفسه عقلياً وخلوقياً ؛ فيرسم له مثلاً أعلى محدداً في كل ناحية من هذه النواحي، ويرسم خطة السير للوصول الى تلك الغاية .
ولا يترك نفسه سهلاً كالسفينة بلا قائد تتقاذفها الأمواج، وتدفعها الرياح كما تهوى.
وعلى الشباب أن يحذرمن الانحدار، والتحلل من الواجبات، وعدم الاكتراث بالمبادئ، والميوعة في السلوك ، بل عليه أن يصبح رجلاً وليس ذكر وفقط ،
ثانياً … رساله الى الاباء
أتركوا ابنائكم يختارون بانفسهم دراستهم القادمه ، ولا تسعوا الى القولبه ( انا طبيب فأبنى لازم يدخل طب … أنا كذا فأبنى لازم يدخل كذا ) بل أجعلوهم يختاروا ما يحبون وما يجدوا أنفسهم فيه فربما ساعدهم هذا كثيرا على تحقيق ذاتهم واكتشاف مهارتهم ..وسيساعدهم اكثر حين يخرجون الى سوق العمل
إن بعض الآباء لم يتعودوا أن يزجوا بأبنائهم الشبان في معترك الحياة، ويُحمّلوهم عبء أنفسهم ، بل يفتحون لهم صدورهم ، وبيوتهم ، وجيوبهم ..حتى بعد أن يتخرجوا من الجامعات ويتركونهم في البيت يأكلون، ويشربون، وينامون وينعمون،
وكل عملهم السعي في دواوين الحكومة لعلهم يجدون لهم وظيفة.
ولم يعتد الآباء هذه العادة الجيدة التي اعتادها الغربيون وهي أنهم يشجعون أبنائهم أن يصطدموا بالحياة ، ويلجؤونهم أن يجدوا لانفسهم عملاً وأن يبحثوا لهم عن قوت، وان الاباء هناك يؤمنون أنهم وقد أعانوهم على إتمام دراستهم فقد أنهوا الواجب عليهم؛
ثالثاً…. رساله الى الشباب
ايها الشاب للوصول لهدفك وغايتك عليك أن تكون باسماً للحياة متفائلاً لا متشائماً آملاً في النجاح ، فاليأس يلازمه الفشل ، ويسمم الحياة كما يسمم المكروب الجرح.
وعلى الشاب أن لا يكون في حياته أنانياً بحتاً لا ينظر إلا لنفسه، بل هو مطالب بعد أن يبني نفسه ، أن يشترك في بناء أمته، وفي بناء الإنسانية عامة على قدر جهده وكفايته بخلقه وبعلمه وبماله وجهده وطاقته
فإذا أردت أن تعرف هل ارتقت أمة أو انحطت وما مقدار هذا الرقي أو الانحطاط فاعرف الفرق بين شباب الأمة وشيوخها،
فبمقدار تفوق الشبان على الشيوخ ( الجيل السابق ) في العلم والخلق والصحة يكون الرقي، وبمقدار ضعفهم عن الشيوخ في ذلك يكون الانحطاط.
إن كل شريحه من شرائح الأمة لها رسالة يجب أن تؤديها وليس في كل هذا أجدى، وأنفع من أن يؤدي الشباب رسالتهم
وعلى الدوله أن تهتم بهم ، و أن تسعى جاهده للاستفاده من طاقتهم ، أن تسعى جاهده لفتح اسواق عمل تستوعبهم وتستوعب تخصصاتهم . وعلى الدوله أن تعى أن تلك الشريحه هى…. المستقبل والامل …..
حفظ الله شبابنا … حفظ الله مصر … ارضاً وشعباً وجيشاً

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: فجوة بين الشباب ورجال الدين

عدد المشاهدات = 4150 منذ فترة طويلة وانا اشعر بوجود فجوة عميقة فى العلاقة بين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.