—
يعاني العالم من التقلبات المناخية التي قلبت موازين الأحوال الجوية في جميع الدول نتيجة التعامل مع قضية تغير المناخ بنوع من التراخي علي مدي سنوات.
وفي محاولات للتصدي لهذه الظاهرة، توصل العلماء لتكنولوجيا مبتكرة تحث السحاب علي إنزال المطر وهو ما يعرف بـ »الاستمطار». هذا المصطلح عرفته الصين قبل عشر سنوات وقت الألعاب الأوليمًبية في بكين واستخدمته لتنظيف السماء من الملوثات العالقة بالسحب باستثارة المطر وهطوله قبل موعده. ومؤخرا خصصت الصين ميزانية تقدر بـ ١٦٨ مليون دولار لتطوير برنامج جديد لتعديل الأرصاد الجوية ومقاومة الجفاف في بعض مناطقها.
والاستمطار هو أحد أنواع تعديل الطقس المتعمد من خلال تغيير كمية هطول الامطار ويتم ذلك باستثاره الغيوم بحقنها بكبسولات كلورايد الصوديوم (ملح ) باستخدام صواريخ تطلق في اتجاه السحاب وتقوم هذه الكبسولات المعالجة باليود باجتذاب البخار الموجود في السحب لزياده حجم قطرات المياه لتسقط بشكل طبيعي بعد ٢٠ دقيقة من الحقن.
وقد نجحت دولة الإمارات وهي من أكثر دول العالم جفافا في ترويض المناخ لصالحها بعدما أنفقت ٥٦٠ مليون دولار علي البحث العلمي في هذا المجال منذ عام ٢٠١٥ ، فهذه التكنولوجيا يمكنها زيادة حجم المطر بين ٥٪إلي ٣٠٪ وهي أقل تكلفة من تحلية مياه البحر نحو ٣٠ مرة . وفي أحد الأعوام حققت أربعة أيام من الأمطار الغزيرة التي هطلت بسبب استثاره السحب ما يوازي إنتاج ٩سنوات من محطة التحلية في أبوظبي.
فهل آن الأوان أن تستعين مصر بهذه التكنولوجيا لمواجهة الفقر المائي واستصلاح المناطق الصحراوية؟