الجمعة , 26 أبريل 2024

الوطن ..هو الروح والوريد

= 1882


بقلم : شريفة إبراهيم

الوطن هو البيت الكبير ، هو أول الحلم ، هو أول الخطوات باتجاه الكون ، الوطن هو التاريخ ، هو الإنتماء والهوية ، الوطن هو الأم من ثراه خلقنا ، وإلى ثراه سنغط في يوم في سباتٍ طويل ، الوطن هو الحبل السري الذي يمدنا بأسباب الحياة نحمله في أعماقنا أينما توجهنا وطالت بنا سنين الإغتراب ليشدنا من جديدٍ ويعيدنا إلى أحضانه .

الوطن هو الشمس التي لا تغرب ، هو الجنة إن سلمت من أيدي الغزاة ، وهو الجحيم الذي يفتك بنا إن سقط أو تأوه ، أو أصابته أعاصير الحياة ، هو اللبنة الأولى التي نضعها لتأسيس حياتنا ، وهو الحلم الذي يسير بنا نحو تحقيق ذواتنا لنرقى به نحو الأمان والسلام والحضارة بعلمنا وعملنا وجهدنا .

الوطن هو أول الدروب الذي يوصلنا للكون ، فالإنسان بعلمه وعمله هو الوطن والمنتمي إلى الوطن ، والإنسان بجهله وسوء أخلاقه هو المدمر لهذا الوطن أو ذاك ، كخليةٍ سرطانية تبدأ بتدمير الجسد شيئاً فشيئاً ، وتلقي به أسير الضعف والتخلف والوهن والإستعباد .

الوطن الجميل هو المرآة الذي يعكس صورنا أمام الكون ، سواء أكانت معتمةً أم مشرقة ، فمن أحب رؤية صورته مشرقة جميلة ليحفظ في قلبه وطناً يسكنه وطناً كان سبباً لوجوده ، وطناً تسمى باسمه وله يعود كل انتمائه ، ومن أثر الصورة القاتمةَ لأرضه وللوطن ، ليلقي بنفسه إلى مقبرة الجحيم ، فلا وطن سيحويه ولا أرض ستتحمله ، ولا إسم سيفخر بأنه ينسب إليه.

من لا تعنيه كلمة الوطن في شيء فلا حياة تلزمه ولا سبيل لهذه الحياة ، ستلعنه الأيام وقبل هذا ستلعنه نفسه ، الوطن هو الروح والوريد والقلب الخافق ، لا حياة للإنسان دونما قلبٍ يخفق أو وطنٍ ينسب إليه أو يحيا لأجله ، أوطاننا هي المأوى لنا في الحياة ، والتراب الّي تختلط به ذرات أجزائنا بعد الفناء لتبقى أسمائنا تتردد بعدها في ثنايا الوطن . فلنغني للوطن.

شاهد أيضاً

إنجي عمار تكتب: قبل ودبر..!

عدد المشاهدات = 5569 قبل ودبر بضم الحرف الاول من كلتا الكلمتين. كلمتان بينهما تضاد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.