الجمعة , 26 أبريل 2024

نهال مجدي تكتب: من يدفع الفاتورة؟!

= 1253

——

تمر هذه الأيام ذكري واحدة من أصعب أيام العرب وأشدها حزناً وبؤساً وهي ذكري الاجتياح الأمريكي الغاشم للعراق فى 2003، الذى كان بمثابة سهمم نافذ فى قلب كل عربي شريف لايزال مؤمنا بعروبته.

لن ينسي عربي من المحيط للخليج المشاهد التى بثتها القنوات الإخبارية (الجزيرة على رأسها بطبيعة الحال) مشاهد لدخول الساقطين لبغداد العصية على السقوط.

كما لم ننس الأخبار التى تواترت على إستحياء عن نهب الثروات العراقية من بترول واحتياطي ذهبي وأموال وممتلكات وأثار وغيرها. علما بأن جريمة الغزو والاحتلال حدثت خارج الشرعية الدولية وبدون تفويض من مجلس الأمن وبذلك فهي جريمة ضد الإنسانية لن تسقط بالتقادم.

لم ننس السيدة كونداليزا رايس بفوضاها الخلاقة التى تركت العراق الذي كان بمثابة (ألمانيا الشرق الأوسط) فى حال يرثي له، ولا السيد بول بريمر الذى سرح أحد أقوي جيوش العرب، إن لم يكن أقواها بالفعل، ليركًع العراق ويتركه دون درع أو سيف يحميه ويدافع عنه.

وقطعاً لن ننسي سجن أبو غريب ومعتقل جوانتنامو وما إرتكبت بهما من أبشع جرائم انتهاك حقوق الإنسان على مرأي ومسمع من المجتمع الدولى دون أن يحرك ساكناً، وأشاح هذا المجتمع الدولي بنظره عما يحدث بها، بل انه سمح لكل الولايات المتحدة وبريطانيا بإعطاء دول الشرق الأوسط والمنطقة العربية بشكل خاص دروساً فى الديمقراطية وحرية الرأي وحقوق الانسان، بل ويفرضوا العقوبات على من يخالفها.

والأهم والذى لا ينبغي أبدا ان يمحي من ذاكرتنا هو إعتذار رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير عن احتلال العراق وما فعلته جيوش التحالف به..بهذه البساطة وكأنه يعتذر عن لوح زجاجي كسره دون قصد، أو كأنه اصطدم بأحدهم وهو مسرع فى طريقه.

والأن..وبعد ان تركت قوات الاحتلال العراق لمصيره فى مواجهة عصابات الإرهاب الأسود والتطرف ليدمر ما بقى منه، ويحتاج العراق لإعادة إعمار ليبني نفسه من جديد تعلن الولايات المتحدة انها لن تشارك في إعادة الاعمار.

اعتقد ان السياسة العراقية بشكل خاص والعربية بشكل عام لابد وان توجه كل جهودها وتركزها على الحصول على تعويضات من كل المشاركين بجرائم الحرب والنهب والسرقة بالعراق..لابد وأن يدفع المذنبون ثمن ما دمروه.

ألم تحصل إسرائيل لسنوات على تعويضات من ألمانيا بسبب محارق النازية؟ ألم تبتز الولايات المتحدة المملكة العربية السعودية بـ”قانون جاستا”؟ لماذا يضيع حق العراق إذا؟ لماذا يترك ليواجه مصيره منفردا أو ان تثقل الديون كاهله لسنوات يكون فيها قراره ملك الدائنين وليس ملكه؟

من يدفع فاتورة الحرب والدمار والخراب الذي لحق بالعراق؟ أنترك المتضرر يدفعها وحده بينما المجرم يتمتع بما سرقه؟

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: فجوة بين الشباب ورجال الدين

عدد المشاهدات = 4289 منذ فترة طويلة وانا اشعر بوجود فجوة عميقة فى العلاقة بين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.