حياتي اليوم صحيفة إلكترونية يومية
————-
عندما سألت نفسي: ماهي الحياة؟ أجابني البعض ،إنها رحلة مؤقتة ،ونحن فيها عابرو سبيل. وإنها مليئة بالمفاجآت ،والمغامرات. وقال البعض الآخر: الحياة كاليم عميق له سحر هادئ ثائر ،مليء بالكنوز. قد يغرقنا ،أو نصل من خلاله إلى شطآن النجاة. كذلك قال لي بعضهم: أن الحياة فقاعة ملونة ،تراها من بعيد فتحسبها جوهرة نادرة. وعندما تقترب منها ،وتحاول أن تمسك بها ،فإنها تختفي في لحظة.
إن الحياة حقا مغامرة كبرى ،مليئة بالجمال والقبح ،ممتزجة بالخير الشر ،حائرة بين الصدق والكذب. لكنها تستحق أن تعاش ،حتى لو كانت كهفا مظلما أو غرفة بلا نوافذ.
فإن كانت الحياة في نظرك يا صديقي رحلة ،فسوف تنعم برؤية أماكن شتى ،وتتعرف على أناس من كل الأصناف ،والأشكال ،وتنال من فوائد الترحال الكثير ،فتكتسب الخبرة ،التي تعينك على التغلب على مخاطر الرحلة ،كي تصل إلى محطة الوصول في أمان.
وإن كنت ترى الحياة يما ،فإنك تستطيع أن تصيد منه اللؤلؤ ،وتأكل منه لحما طريا ،وتصنع لك قاربا يحمله اليم ،حتى تصل إلى جزيرة الخلود.
أما إن كنت ترى الحياة فقاعة هواء ،إذن يمكنك أن تلهو معها متأملا مستمتعا بألوانها البراقة. ولكن في حذر ،فإنك إن أمسكتها فقدتها.
وإذا كانت حياتك كهفا مظلما ،فإنك ستنعم فيه بالهدوء والتأمل ، وتستطيع أن تنقش على جدرانه قصصا ،وتاريخا من الأمل ،وذلك إذا تمكنت من إشعال جذوة من نور النار.
ولو أصبحت حياتك غرفة بلا نوافذ ،فلتبحث بداخلها عن إزميل الأمل ،لتصنع في جدرانها نافذة تستقبل منها ضوء الشمس.
مهما كانت الحياة يا صديقي في نظرك ،حلوة أو مرة ،فإنك تستطيع أن تنعم بها. تستطيع أن تجد في لياليها الحالكة ،نجوما لامعة. ويمكنك أن تصنع من حبات دموعك ،قلادة صبر وتحمل رائعة. وكلما سقطت في بئر من آبارها ،وظننت أنه لا نجاة ،فتذكر بئر يوسف الصديق وكيف صعد بالإيمان من أسفل سافلين ،إلى أعلى عليين.
في الحياة يا صديقي ،علينا أن نسعى ،راسمين على وجه قلوبنا الابتسامات. متجاهلين العثرات والأزمات. فلا نتعلق بالأشياء ،ولا نلقى بالا للقاء أو فراق.
إن الحياة يا صديقي طريق إلى الله ،فاحسن اختيار الطريق ،كي تنجح في نوال الهدف المنشود.
لا فض فوك … دكتورة