الجمعة , 26 أبريل 2024

هبة حسين تكتب: متعة التعلم

= 1776

Heba Hussain

 

كانت فنلندا متدهورة في التعليم وأصبحت في المركز الأول عالميا..والسر في الأسلوب الذي اتبعته فقد قللت ساعات الدراسة ليدرس الطالب 20 ساعة فقط طوال الأسبوع بمعدل 4 ساعات يوميا وألغت الواجبات المدرسية. وعندما ارتاحت عقول الطلبة من الضغوط، زاد مستوي التحصيل العلمي.

 ولا يقتصر التعليم في فنلندا علي دراسة المواد ولكن الطالب يتعلم فن الحياة.. كيف يعيش سعيدا ويستمتع بطفولته ويشارك في أنشطة تنمي جميع قدراته لينشأ واعيا مثقفا ومتعلما لديه لهفة للتعلم بدلا من النفور من المدرسة، وليس هناك قلق دراسي لعدم وجود اختبارات في السنوات التسع الأولي وإنما تقييم أداء من قبل المعلمين حتي لا يسمح بالتمييز بين الطلبة، أما المقصر فيزداد الاهتمام به.. 

المهم هو تحسين عملية التعليم وتقوية مخرجاتها وليس الرسوب والنجاح والقبول بالجامعات، كما هي مشكلة الطلبة المصريين والعرب بمراحل التعليم المختلفة. وفي فنلندا كما في اليابان يتم اختيار المدرسين بعناية شديدة، فلا بد أن يكونوا ذوي كفاءة عالية وشغف ملحوظ بالمهنة ورغبة في مساعدة الآخر، فالشهادة الجامعية وحدها لاتكفي.. وفي المقابل يحصل المدرس علي راتب كبير يعكس مكانته ودوره في المجتمع.  

أسوق هذا المثال للتعرف علي كيفية جعل التعلم متعة بالنسبة للطالب لنسرع بتحقيق ثمار الاهتمام بأحد أضلاع العملية التعليمية وهوالمدرس والذي يتجسد من خلال عدة مبادرات أشملها هي مشروع "المعلمون أولا" والذي تم تطبيق المرحلة الأولي منه بتخريج 500 معلم من بين 10 آلاف معلم ومعلمة بهدف إحداث تغيير جذري يؤثر علي العملية التعليمية لـمليون طالب بحلول مايو2017 هؤلاء تم تدريبهم كما أشار د. طارق شوقي رئيس المجلس التخصصي للتعليم والبحث العلمي لربطهم بنظام التعليم الحديث الذي تتجه مصر لتطبيقه تدريجيا خلال السنوات المقبلة.

واذا كان المشروع يهدف الي تواجد فرق من سفراء التعلم في المدارس لبناء ثقافة الابتكار مع تفعيل  نظام التقييم المستمر للمعلمين لضمان جودة التعليم، فان المردود داخل الفصل سيكون أفضل بكثير لو تفهمنا احتياجات الطالب وجذبنا اهتمامه بجعله شريكا في إعداد المنهج التعليمي كما يحدث في مدارس المتفوقين حيث يطلب المدرس من الطلبة جمع معلومات عن الدرس ومناقشتها قبل الشرح لتنشئة جيل يعتمد علي الفهم لا الحفظ. 

ان تغيير العقلية القديمة للمعلم لابد أن يصاحبها  تغيير عقلية الطالب وكسر النمط التقليدي للتعلم من الكتاب وحده وتوسيع مصادر المعلومات سواء عبر الانترنت أوالمكتبات.

 وجميل أن تتعدد المبادرات للارتقاء بمستوي المعلم، فيدعم بنك مصر مبادرة مؤسسة "التعليم أولا" تحت رعاية وزارة التربية والتعليم لتدريب 4000 معلم رياضيات بالمدارس التجريبية بكل المحافظات. وتقدم الجامعة الأمريكية بالقاهرة بالتعاون مع احدي شركات البترول الكبري منحا دراسية لمعلمي وإداريي المدارس الحكومية والتجريبية للحصول علي دبلومة المعلم المحترف والتي تشمل القيادة التربوية وتعليم الصغار والمراهقين والتدريس باستخدام التكنولوجيا.

أتمني أن يصبح التعليم في مصر متعة وليس كابوسا وهذا يكتمل بمراجعة المناهج وغربلتها من الحشو الذي يثقل كاهل الطالب ولايفيده في حياته العملية. 

—————–

hebahusseink@gmail.com

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: فجوة بين الشباب ورجال الدين

عدد المشاهدات = 3922 منذ فترة طويلة وانا اشعر بوجود فجوة عميقة فى العلاقة بين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.