—
ويقولون أنّي رميته بسهمِ عِشقٍ
وانا التي رُمِيتُ منه … بأسهمِ
ألا فاسألوا
راعيا الغنمِ مَن الذي رماني بلحظهِ حين طلب مِني أن أسقيه وأن أُداوي جُرحهِ
وداويته.. ورويت ظمأه.. وظمأتُ أنا
حين نظرتُ إلى عينيه فلم يتوانى وسدّد أسهُما
ولم أكُن أدري أنه نَصَبَ لي شَرَكَ حُبِ
وأنه سقاني شوقاً وعِشقاً حتى وصَبَ القلبِ
وأن ذاك الهوى الذي سمعتُ عنه جاء إليَّ يهرعُ
وأنّي سوف أُحَاكَم على عِشقٍ بتُهمة المُخادع
وأنّي سوف أُسجَنُ بعيداً عنه دون أن أُوادع
فسأنتظر حتى لو رماني القدر بعُزلةٍ
فسوف أراك بالغيبِ وإن لم تراني
وسوف تبوحُ سرائرنا بعذبِ الكلامِ
حتى إذا مِتُ….
سيكون محراب عشقي مزاراً لكل عاشقٍ مُغترِبِ
وسيقولون أنَّي القتيلةُ بلا إثمٍ ولا لا ذنب
وكُلُ ذنبي أنّي أبصرتُهُ بقلبي فعَشِقَ.. وذاك… هو السبب
فيا أيتُها الأقدار عربِدي بنا كيفما تشاءين
فلا حياةَ لقلبٍ فَقَدَ في العِشقِ مأواهُ
كان لهُ أولُ طريق الحُبِ هو مُنتهاه
فقطُوف رياحينٍ على ضريحِ أهلِ الهوى
وسكينةً وسلاماً على من احترق بنار الجوى