—
تَمَايُلٌ غُصْنِهَا برعونة ، وَتَسَاقَطَت بَعْض شَعِيرَات رَأْسِهَا الْمُحْتَرِقَة بِأَلْوان الصبغات عَلِيّ أَرْض الْمَسْرَح المتهالك ، فِي زواياه الْيَمَنِيّ وَقَفْت الصَّبِيَّة مُنِبهرَةٌ بمهاراتها الحركية بَيْنَمَا وَقَفْت الْعَجُوز عَلِيّ يَسَار الْمَسْرَح تَلْعَن هَذَا النشاز الْبَصْرِيّ وَتُضْرَب بعصاها الخَشَبِيَّة الْهَوَاء لَعَلَّه يَرْحَل بالنغمات الصاخبة الْمُتَدَاخِلَة إلَيّ جَوْف خَشَب الْبِنَاء .
تَزْدَاد حِدَة الْحَرَكَات ، تَتَقَارَب الْخُطُوَات ، تومض أَضْوَاء الْخَلْفِيَّة بِأَلْوان مبهرة تُخْفِي مَلامِح وَجْهِهَا . . تَتَسَاقَط شَعِيرَات أَخِّرِي بَيْنَمَا تَعَلَّق بَعْضِهَا بِالْجِلْد الْعَارِي فتخط عَلَيْه وَشَمّ لزهرة ذَابِلَةٌ ، تَرْتَعِش الأَضْوَاء بِاهْتِزَاز جَسَدِهَا الْمُمْتَلِئ وَلَا تَلْبَث أَن تَخَبُّؤٌ . . تَسْقُط آخَر الشعيرات فتدمع الصَّبِيَّة لِانْتِهَاء الْعَرْض وَتَخْتَفِي الْعَجُوز حَيْث تَزْدَاد أَصْوَات الصَّخَب . “