الخميس , 2 مايو 2024

حديث المساء: أحلام تحت عجلات القطار السريع!

= 1957

يكتبه: عبد الناصر عبد العزيز

هرب الفتى بمجرد ان انهى دبلوم التجارة.. من ضغط الفقر وقسوة العمل فى الحقل، إلى الأردن حاملا حقيبته الصغيرة وجواز السفر… وقلبا به هموم ثقيلة تخالطها أحلام وتطلعات تأمل خيرا فى مستقبل قريب…

لم يستغرق وقتا …وجد العمل متاحا.. بدأ يتحصل علي راتب محترم لأول مرة.. علي الفور حول راتبه لوالده المسن المحاط بأبناء كثر جميعهم فى حاجة للإنفاق عليهم وإطعامهم…

مرة تلو الأخرى يحول المال لوالده…. طلب من والده ان يشترى له أرضا مساحة قيراط ليبنى له عليها بيتا….أرسل له الأب صورة فوتوغرافية لقطعة أرض فى مكان مميز هو يعرفه علي اساس انها الأرض المشتراه… وبعث له صور عُمال الصبة وصور السقف وصور المحارة… بل وصور المنزل بعد ان اكتمل بناؤه…

نزل الفتي من غربته يظن ان اول أحلامه قد تحقق وأصبح له منزلا سيتزوج فيه …ولما سأل والده كانت الطامة الكبرى… الاب يعتذر ويبكى بحرقة بالغة بين يدي ابنه..!!

اعذرنى يابني فقد ارهقتنى نفقات اخوتك ولم استطع أن أوفى بوعدى لك.. فكنت اصور لك ارضا لا نملكها ومنزلا لا نملكه على أمل ان تطول رحلتك واستطيع ان ابني لك بيتا…

صُدم الفتي صدمة عمره.. فكل شئ من احلامه قد تبخر في لحظة.. نظر لوالده نظرة وجع فيها كل الكلام… لم يستغرق وقتا توجه لشريط السكة الحديد واحتضن القطار بكل إصرار… لينتهى وتدفن معه أحلامه…… فهل الأب معذور؟…. حدث بالفعل… طاب، مساؤكم.

 

شاهد أيضاً

“إجمع ما بقى من بقاياك”…بقلم نبيلة حسن عبد المقصود

عدد المشاهدات = 4235 حين يذهب الشغف في طيّات الفتور. ويستوي الأمران.من قربٍ وبعدٍ… حبٍ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.