الثلاثاء , 14 مايو 2024

شيرين وجدي تكتب: حوار بين جيلين

= 3522

Shirin Wagdy


جلسنا نتسامر انا امرآة فى الأربعين وفتاه فى منتصف العشرينيات فى امور شتى نتجاذب اطراف الحوار بين ماشي وحاضر ومستقبل نتحدث في كل شىء وعن كل شيئ حتى انطلقت من بين شفتاى كلمات عن المستقبل وضرورة ان يكون للإنسان اهداف ومآرب وان فكرة ان نحيا اليوم بيومه فكرة ساذجة ولا ادرى كيف اصف لكم مدى اندهاشى من تسلسل ونتائج الحوار الدائر بيننا وحاولت ان اشرككم فيه لتشهدوا على جيل هذا العصر وكيفية تفكيره ومبرراته وما يلفت نظره وطريقة تعبيره ومدى ضآلة خبرته او انعدامها فى الغالب ، فلنبدأ اذا ولا عزاء للأحلام..

انا     : انت عارفة انا بحلم بأيه ؟
 

هى    : تبتسم ابتسامة ماكرة ، هو حضرتك لسة عندك حلم ما حققتهوش (وحال وجهها يقول هو انت لسة ليكي نفس للإحلام ) .
انا    :  اه طبعاً يا بنتى انا ماكينة احلام ، وطالما انا اتنفس فلن اتوقف عن الحلم ابداً .
هى    : ماشى ماشى دى قدرات يا طنط، ها بقى بتحلمى بأيه ؟


انا     : قلتلها فى خلال العشرين العام القادمين اعمل رصيد بنكى مليون جنيه !!
هى     : مليون جنية ؟؟ لمين ؟


انا    : ههههههه ده انت ما سألتنيش ليه ؟ ولا ازاى ؟ اول سؤال لمين ؟  عموماً يا ستى لاى حد مش مهم لمين ، للورثة اياً كانوا مين .
 

هى     : وليه يا طنط ده انا لو مكانك كنت نزهت نفسي وسافرت وصرفت وعملت كل اللى نفسي فيه ولا ورثة ولا بتاع !!!
انا    : يا بنتى انت لسة ما سألتنيش اهم سؤال انا هعملهوم ازاى وليه اصلاً عاوزه اعملهم


هى     : ماشى ماشى اتفضلى قولى .
انا     : انا قسمت حياتى ثلاث اقسام ، اول قسم التعليم وخلاص خلص ، وثانى قسم الارتباط والزواج والإنجاب والعائلة ، وثالث قسم كنت افكر فيما استثمره فهو آخر وادق قسم والذى سيظهر من خلاله اما فشلى او نجاحاتى ، ففى هذا الجزء سيصبح اولادى فى سن الشباب واصبح انا فى بداية الكهولة وسوف ارى ثمرة اعمالى .
 

وفى لحظة تفكير بينى وبين نفسى سألت نفسى لماذا انتظر ولماذا لا اشترك فى آخر ادوارى ان كنت لدى القدرة على التخطيط لماذا لا اضع هدف واسير فى اتجاه تطويره وحصاد نتائجه واتركه دعما لابنائى من بعدى فانا لا ارغب فى شيء اخذت كل شيء ويكفينى اننى سأشعر بالنجاج وهذا فى حد ذاته اشباع لى وليس السفر والتسوق انا ادمن النجاح واتزوق طعمه واستلذ به.
 

هى     : طيب وانا اضيع عمرى كله ليه فى امور تخص غيرى بما ان هيكون لى زوج مسئول عنى ،وبعدين اولادى يكبروا ويلتزموا بى انا ، اصرف وانزه روحى بقى !
انا     : مش قادرة اصدق اللى بسمعه ! انت شابة يافعة وخريجة احدى الكليات المرموقة، ومستقبل هذه البلد متوقف على تفكيرك وتفكير جيلك .

 

هى     : يا طنط جيلى ما عندوش اهداف ولا ليه طموحات اصلاً !! انت فاكره ان الثورة والكلام ده فرق معانا حاجة ؟ تعالى اتفضلى عندنا الجامعة واسمعى وشوفى .
 

انا هقولك هتشوفى ايه الجامعة مقسمة عندنا اقسام ( قسم الفاشون) وهو قسم البنات فاشون ولبس والوان وروائح ومكياجات ودعوات يارب تستجاب بولاد الحلال ، وقسم (السياسة) شوية عيال صوتها عالى ما بنفهمش منهم حاجة خليط كده عجيب من كل الأطياف الدينى  والليبرالى والعلمانى وغيره، وقسم (الهيبره) ودول بقى العربيات والقصات والقمصان الكاجول ودول اقصى امانيهم ما يدخلوش الجيش ويهربوا من تأدية الخدمة العسكرية .
واخيراً يا طنط انا بحسدك على انك قادرة تحلمى وبتحاولى تحققى ربنا معاكى بقى .

 

انا     : ظللت انظر اليها وهى تنصرف من امامى فجأه انهاءً للحوار من طرفها ، ودار بداخلى سؤال فين الإختلاف؟ طيب ما انا كنت في يوم فى سنها وكانت نفس الظروف والوصف والجو المحيط مع اختلاف واحد بس هو افكارى وافكارها هو ده الإختلاف الحقيقى ، الإختلاف على قدراتنا على التعامل مع الإحلام وتنفيذها والرغبة فى البقاء بتفاعل وليس التواكل والهامشية وان اظل فى خانة الا مرئي.

انتهى حوارنا بشكل محبط لى فكرياً وبدون ان يؤثر على رغبتى فى اكمال هدفى لاننى احب ان اظل كائنا مرئيا.. انا ولدت لهدف فى هذه الحياة.. ولى فيها اهداف عديدة وسأقاتل من اجلها مهما احاطت بى كائنات غير مرئية .

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: الاحتلال بالأفكار وليس بالسلاح (١)

عدد المشاهدات = 497 التاريخ يؤكد أن جميع القوى العظمى التى احتلت غيرها من الدول …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.